ماجد
الشجاع
تذكر كتب تاريخ الأدب العربي القديم أن عالمًا فطنًا قدم إلى حي من أحياء العرب آنذاك، ونزل في ضيافتهم وكان من عادات العرب أن تستعرض بلاغتها وفصح لسانها بالأشعار والأدب حتى قيل "الشعر ديوان العرب".
بعد الاستماع إليهم وحينما طلبوا رأيه وهو الأديب الأرب تحدث بصدق وشفافية فقال لهم: مالي أراكم تستحسنون القبيح وتستقبحون الحسن".
تذكرت هذه القصة بعد الذي شاهدته من ردة فعل عنيفة تجاه اللاعب الأسطوري ماجد عبدالله من "بعض" الجماهير والإعلام، ولن أصنفهم حتى باللون خشية أن يظن بالهاءات غير ما تريد توضيحه والوصول إليه
كانت ساحتنا تتذمر من كمية الشتم والسباب ممن يخالفون بعضهم في الميول، لدرجة أنه قال قولا لا يروق لهم ولم تكن تستنكره بعدما بلغ السيل الزبى وبات من المسلمات وكان من نتيجة ذلك أن تتطور المسألة حتى تصل لمن يتوافقون معنا في الميول، والمصيبة أنها وصلت لمن تربع حبه فوق عرش القلوب.
ما ذنب ماجد أنه قال رأيه وبغض النظر هل كان رأيه صوابًا أو خطأ يظل رأيه الذي ليس به إساءة لأحد؟
ما ذنب ماجد أنه كان شجاعًا وشفافًا ووصف حالة عامة الكل يشاهدها والغالبية مقتنع بها، بأن النصراويين يبالغون في ردود أفعالهم ويحملون الأمور فوق طاقتها.
ما ذنب ماجد أنه لم يرغب أن يكون سمكة ميتة تسبح مع التيار، بل أراد أن يحمل لواء التثقيف والوعي وهو خير من يحملها.
هل فعلا ساحتنا كحي العرب القديم في القصة أعلاه "تستقبح الحسن وتستحسن القبيح"، خصوصا أن خلال الفترة القليلة الماضية خرج أكثر من لاعب دولي سابق يطعن في الذمم ويشكك في النوايا ويدعي المظلومية، ويسير على نفس التيار الذي يريده "أصحاب الهوى"، ومع ذلك وجد قبحهم استحسان الساحة في حين أن حسن ماجد وجد استقباحًا عظيمًا.
من حق ماجد أن يطرح رأيه ومن حق الجميع أن يعلقوا على هذا الرأي تأييدًا أو رفضًا، لكن ما يندى له الجبين هو السب والشتم الذي وصل لمناطق موغلة في البذاءة، بل يوضع في مقارنات مع غيره ترجيحًا للغير وكأن تاريخ ماجد قد طمس.
الهاء الرابعة
جاءني بالماء أروي ظمئي
صاحب لي من صحابي الأوفياء
يا صديقي جنّب الماء فمي
عطش الأرواح لا يروى بماء