هبوط
الإتي
انقسمت ساحتنا الرياضية بين راغب في هبوط نادي الاتحاد للدرجة الأولى وبين رافض له من غير عشاق الفريق، ولكل أسبابه؛ فمن يرغب في ذلك أو يتمناه يبني ذلك على شراسة المنافسة وأن هذه طبيعة كرة القدم.
وأن هناك العديد من الفرق الأوروبية واللاتينية العملاقة تعرضت لنفس المصير وليس بينها وبينه حجاب مانع أو حصانة رافضة، ولعل آخر الشواهد على ذلك "ريفر بليت" الأرجنتيني الذي هبط للدرجة الأدنى عام 2011، ولكنه عاد قويًّا وحقق قبل أشهر قليلة بطولة القارة "اللبيرتادورس" في نهائي القرن ضد الغريم التقليدي "بوكاجونيور". وقد تم نقل إيابها خارج القارة الأمريكية الجنوبية بعد أحداث شغب من فرط حساسية نزال الغريمين، بل إنه في عام هبوطه هبط "ديبرتيفو لاكرونا" الإسباني أحد أشهر الفرق هناك، وقد تكررت نفس الحادثة مع فرق عالمية أخرى؛ فاليوفي الإيطالي هبّط بقرار انضباطي للدرجة الأدنى عام 2006 بعد قضية فساد وسحب منه لقب الدوري، لكنه عاد بعد عام واحد أكثر شراسة و"وحشية" في الملعب، وأصبح شبه مسيطر على جميع الألقاب في بلاده.
وفي الدوري الإنجليزي الأشهر والأقوى عالميًّا نال الهبوط من أندية كبيرة كمانشستر يونايتد "1974" وتشيلسي في عام "1988".
عمومًا الهبوط ليست معصومة منه وعنه الأندية الكبيرة هنا أو في أي مكان آخر حول العالم وليس للاتحاد حصانة تمنعه من ذلك، خصوصًا بعد اقترابه فعليًّا من مرحلة الخطر بعد خسارته في "كلاسيكو الكرة السعودية" أمام الهلال بهدفين نظيفين، وسيدخل مرحلة حرجة في حال خسارته في مباراة الغريم التقليدي في الجولة القادمة.
الاتحاد هذا الموسم وفرت له كل عوامل النجاح من الجهة الرسمية كحال بقية المنافسين، وإن كان حظي بمساعدات باهظة مقارنة بأندية المؤخرة التي تسعى مثله للهرب من شبح الهبوط، وعدا تسديد الديون التي كانت تهدده بالهبوط جاء التعاقد مع سبعة لاعبين أجانب في الفترة الصيفية عدا العدد الكبير من اللاعبين المحليين لكن الإدارة السابقة له لم تحسن الاختيار ليأتي الدعم الآخر في الشتوية بخمسة لاعبين أجانب من العيار الثقيل، عدا الدولي السعودي عبدالعزيز البيشي، بالإضافة لطاقمين تدريبيين من العيار الثقيل الأول بقيادة رامون دياز والآخر بقيادة الداهية "بيليتش"، وكل ذلك لم يؤت ثماره وبات الفريق مهدد فعليًّا بالهبوط.
الهاء الرابعة
دعوا الوشاةَ وما قالوا وما نقلوا
بيني وبينكمُ ما ليسَ ينفصلُ
لكمْ سرائرُ في قلبي مخبأة
لا الكتبُ تنفعني فيها ولا الرّسلُ