لن تلحقوا الأهلي
الصورة الوحيدة التي يحتفظ بها أي لاعب أو مسؤول في صدر منزله هي تلك التي تجمعه بقائد الأمة ومليكها هو الشرف الذي لا يضاهيه شرف وهي الذكرى التي يورثها لأبنائه وأحفاده.
اللعب على كأس الملك هو الحلم لكل لاعب لأنه سيصافح الوالد القائد في ليلة هي لكل الرياضيين وليست للاعب فقط.
في نهائي التعاون والاتحاد شق الفريقان طرقاً لم تكن وعرة في البداية ولكنهما تجاوزا في دور نصف النهائي ما يعادل كل المشوار الذي سبقه بمراحل وكانا الأحق والأجدر بالوصول للبطولة الأغلى التي لا يزال الأهلي يغرد منفرداً برقمها القياسي بعد أن صافح لاعبوه على مر الأجيال ملوك هذه البلاد، واستلموا الكأس من أيديهم حاملين وهي ميزة لا ينافسهم أحد عليها ولن يحققها أحد غيرهم.
أكتب هذا المقال قبل أن يطلق حكم اللقاء صافرته لظروف توقيت التسليم التي لم تمنحني فرصة المباركة للفائز ومواساة الخاسر وقراءة أحداث اللقاء ومجرياته.
لذلك سأدخل لعبة التوقعات التي لا أجيدها ولم يسبق لي أن تعاملت معها ولكنها تبقى قراءة أولية بنيتها على الإحساس، وليس حسب مقاييس فنية قد تتغير مع أول ركل للكرة داخل أرض درة الملاعب.
في مصطلحاتنا الرياضية المتداولة يقال بأنه لا خاسر في لقاءت نهائي الكؤوس مع أنني أرى بأن الفريق الذي يصل إلى النهائي ولا يرفع الكأس هو خسر حدثاً للتاريخ قد لا يتكرر معه مرة أخرى.
فليس هناك أهم في مسيرة اللاعب من أن يسجل في تاريخه أنه تحصل على لقب من أمام الملك. هذه هي اللحظات التي يمكن أن يتحسر عليها اللاعب طوال عمره.
فنياً ومن خلال ما قدمه التعاون والاتحاد خلال نصف النهائي تحديداً نجد أن الكفة شبه متساوية من حيث القيادة الفنية، فالمدربان سييرا وبيدرو يقدمان أسلوباً مختلفاً، كل حسب إمكانيات فريقه ونقاط قوته وضعفه، واللاعبون في الفريقين تشربا طريقة مدربيهما وأصبحوا يتعاملون معها على طريقة الطالب النجيب الذي حفظ الدرس من أول مرة.
صعوبة اللقاء للتعاون تكمن في أن الاتحاد ليس الهلال الذي دخل وبطاقة التأهل في جيبه، وكذلك لسييرا الذي لن يواجه النصر الذي فكّر في النهائي قبل أن يتجاوز نصفه.
لذلك أتوقع أن يكون التعاون أفضل عملاً في أرض الملعب، وأن يكون الاتحاد هو الذي سيحتفظ لاعبوه بصور التتويج في صدور مجالسهم.