2019-07-02 | 21:50 مقالات

رازفان

مشاركة الخبر      

انتعشت الجماهير الهلالية قليلاً بعد انتهاء الفراغ الإداري بتنصيب رئيس منتخب، وبعد حزمة من العقود الاستثمارية، لكن هذا الانتعاش لم يدم طويلا ويبدو أن حالة غضب قادمة تشبه بركانًا خامدًا قد يثور في أي لحظة وتتناثر حممه البركانية لتحرق الأخضر واليابس، وقد لا يثور أبدًا،
وللأمانة لم تكن أسباب الغضب منطقية خصوصًا حين الاعتراض على المدرب “رازفان لوشيسكو”، حتى إن كان أقل من الطموحات التي زرعها الإعلام بنشر أخبار تفاوض مع مدربين كبار كالفرنسي لوران بلان والدنماركي مايكل لاودروب، على اعتبار أن المدرب القادم طموح ومتألق في السنتين الأخيرتين وتتناسب طريقته مع القدرات الزرقاء.
وبغض النظر عن الانتقادات التي طالت المدرب وهي أمر طبيعي، لكن غير الطبيعي هو الحكم المسبق والمصنف على أنه نوع من أنواع النقد والنقد منه براء بفشل المدرب، وفي هذا ظلم وتجن، فصاحب الحكم سيلاحق المدرب طوال الموسم بانتقاداته لإثبات صحة رأيه وسيصل دون أن يشعر لمرحلة تصيد الأخطاء عليه، ففي حال الفوز سيتجاهل الإيجابيات ويتشبث بالسلبيات، بل سيضخمها ويجعلها محور الحكم عليه حتى إن كانت قليلة لا تذكر، وحين الخسارة سيشن حربًا شعواء لا هوادة فيها.
ونحن نعلم أن ساحتنا طاردة للمدربين وغير جاذبة لمن لم يخض تجربة سابقة فيها ولا يشعر بذلك إلا إدارات الأندية عند التفاوض، ما يجعلها في بعض الأحيان تضطر لوضع شروط جزائية عليها في حال فسخ العقد من طرف واحد.
في التعاقدات مع المدربين ليس بالضرورة أن التعاقد مع اسم كبير سيحقق النجاح والعكس صحيح، فبرشلونة قبل سنوات تعاقد مع “”جوارديولا” المغمور الذي أصبح فيما بعد الأفضل عالميًّا وريال مدريد تعاقد مع زيدان الذي لا يملك أي تجربة ميدانية سابقة، لكنه حقق ما عجز عنه كبار من سبقوه بالثلاثية الأوروبية، وقبل أيام تعاقد تشيلسي مع لاعبه السابق لامبارد كمدرب للموسم الجديد رغم ضعف تجربته في هذا المجال.
ما سبق ليس تأييدًا للصفقة واعتبارها ناجحة من الآن، وأن “رازفان” هو ضالة الهلال وهو منقذه، ولا يمكنني بالطبع إصدار مسبق بفشله لكنه واقع نعيشه للأسف.
وبالنسبة لي هو مدرب طموح لم يوافق طموحي سابقًا ويملك خواص تدريبية تتلاءم مع واقع الفريق الحالي وقدراته، ومتى ما خدمته الظروف ونجح في عمل توليفة منسجمة ووجدت دعمًا إداريًّا وجماهيريًّا وإعلاميًّا فقد يحقق نجاحًا باهرًا ويكرر تجربة طيب الذكر مواطنه “كوزمين”.

الهاء الرابعة
‏الهرجه اللي تجي ما هيب موزونة
مردودها عندنا ما نلتفت فيها
ما نقّصت قدرنا لو جات مدفونة
عذر وبها يبتلش به وجه راعيها