بين عموري وحمد الله
بين النسقين الثقافيين للهلال وبقية الفرق خصوصًا النصر فوارق كبيرة وبون شاسع، يفضل فيه الكيان ومصلحته في النسق الأزرق والعكس تمامًا في بقية الثقافات المتشابهة كتشابه الدور.
في الهلال لا رمزية لكائن من كان سواء أعضاء شرف أو رؤساء أو لاعبين، والهلال هو الثابت والبقية هم أسماء خدموه وضحوا من أجله فكتبوا أسماءهم في صفحات المجد، لكنها ليست بطريقة النقش على الحجر، فمتى ما أخفق تعرض للنقد وإن استمر فالإبعاد هو الطريقة المثلى، ولكم فيما حدث العام الماضي مع الظاهرة خير مثال، فلم يشفع له تاريخهم السابق المرصع بالذهب ولم تشفع له تعاقداته الشتوية ولا الوصول لنهائي العربية ووصافة الدوري ونصف نهائي كأس الملك، حتى والفريق قد حقق السوبر إلا أن كل ذلك تم اعتباره “طامة كبرى”، في حين أن النصراويين رفعوا رئيسهم لمنزلة أعلى من الكيان نفسه وقاتلوا واستماتوا على بقائه، بل اعتبار استقالته “كارثة” مع العلم أنه لم يحقق سوى بطولة واحدة لو حققها الهلال دون السوبر فلن يحصل رئيسه على الرضا التام.
على صعيد اللاعبين يجد الهداف الأصفر حمد الله دعمًا جماهيريًّا وإداريًّا يتجاوز المعقول ـ هنا لا اختلاف على موهبته وقدراته التهديفية الخارقة ـ ومعاملته بطريقة مختلفة عن كثير من الرفاق سواء ماليًّا أو معنويًّا، ولم يراعوا مواقف اللاعب السابقة في خذلان من يلعب معهم ويلعب بهم في نهاية الأمر، وهو الذي خذل منتخب “وطنه” في مناسبتين، وفي الأخيرة احتفل كثير من اللاعبين المغاربة برحيله عن المنتخب لأنهم يعرفون أنه “نفسية” ليذهب في رحلة استجمام ويتمتع بإجازة طويلة ويرفض الانضمام لمعسكر فريقه، ثم يطالب بعدها برفع راتبه السنوي لنحو خمسة وعشرين مليون ريال سنويًّا، وهو راتب ضخم وهذه التصرفات تؤثر على المجموعة بشكل عام مع الأيام، وبدلاً من انتقادات هذه التصرفات من التأخر عن المعسكر واشتراط إيداع المبالغ في حسابه قبل الحضور، نجد تمجيدًا للاعب وتفضيلاً له على مصلحة الكيان.
في المقابل تعاملت الإدارة الهلالية مع عموري بطريقة احترافية رغم الرغبة الجماهيرية العارمة، حيث اشترطت فحوصات دقيقة ومتعددة ثم انسحبت بعد المماطلة والمزايدة مع قبل وكيل اللاعب ووالده، حتى أصدر الوكيل بيانًا “يعتذر” فيه للهلال ويوافق على العرض لتبقى الأمور “معلقة” حتى الآن.
الهاء الرابعة
أيقظ شعورك بالمحبة إن غفا
لولا الشعور الناس كانوا كالدمى
أحبب فيغدو الكوخ كونًا نيرا
وابغض فيمسي الكون سجنًا مظلما