النصر
الأهم
انتهت الموجة الأولى من صراع القوى السعودية المتنافسة على الوصول إلى نهائي أبطال آسيا على نحو مقبول للأندية الثلاثة، لكنَّ النصر استطاع أن يجعلنا أكثر تفاؤلًا بتحقُّق ذلك.
النصر حقَّق الأمر الأصعب بفوزه المستحق على السد، ما جعل فرصة مواجهته الاتحاد، أو الهلال تعني أن مهمة وصول نادٍ سعودي إلى النهائي ممكنة أكثر مما لو سمح للسد بمواجهة أحدهما، وهو ما جعلنا نقول قبل المباراة إنه سيتحمَّل العبء، وعلينا الوقوف معه أكثر.
النصر سيلعب مباراة الرد في وضع أفضل بعد عودة هدَّافه حمد الله، وتجاوز حساسية وظروف المباراة الأولى، ولو كانت نتيجة 2ـ1 غير مطمئنة، لكنها تبقَّى جيدة، وفي إمكانه البناء عليها للتأهل من خلال التعادل، أو تكرار الفوز، لكنه يحتاج إلى أن يقوم فيتوريا بتحضير خاص للمباراة نفسيًّا وتكتيكيًّا.
أولًا، يجب التنبُّه إلى أن السد لم يكن في وضعه الطبيعي، إن كان ذلك، لأن النصر أجبره، وهذا أمر إيجابي، يجب العمل على فعله بالتكتيك والعناصر التي تجبره مرة أخرى على حالة العجز، لكن مع الأخذ في الاعتبار أنها مباراة ذات حسابات مختلفة، وقد يلعب إشراك حمد الله دورًا مركزيًّا في صناعة هذا الاختلاف الإيجابي، بأن يكون النصر أيضًا صاحب المبادرة في التسجيل لتعقيد فرص عودة السد، التي من المؤكد أنه سيعمد إليها بكل قوته.
التعادل السلبي بين الهلال والاتحاد، يعني أنهما أمام مباراة جديدة. صحيح أن التعادل الإيجابي سيكون في صالح الاتحاد، لكنَّ ذلك لا يبدو واردًا نظرًا لأن الفريقين سيلعبان تحت هذا الهاجس الذي سيدفع كلًّا منهما للبحث عن الأهداف، لذا ستكون المباراة مفتوحة إجباريًّا.
التحفُّظ في المباراة الأولى كان منطقيًّا، وفرص التسجيل على قلتها تسبَّبت فيها أخطاء فردية، ولم تكن نتيجة صناعة فرص حقيقية، ولم يكن سييرا جريئًا بما يكفي لإشراك البيشي مبكرًا، ولم يستثمر العبود بوجود البليهي ظهيرًا افتراضيًّا، ليستغل أخطاء رازفان الذي كان عليه إشراك كردي منذ البداية لخلق توازن في خط الظهر، واللعب الهجومي على الأطراف.
المواجهتان في الدوحة والرياض، ستكونان مختلفتين كثيرًا، وتأهل الهلال، أو الاتحاد المضمون، ستكون فرحته مضاعفة بتأهل النصر، لأنه سيضمن للكرة السعودية لعب أحد فرقها النهائي الآسيوي على أمل انتزاع اللقب الغائب منذ عقد ونصف العقد.