حمد الله وكلاسيكو الخوف
لا أتخندق ولن أكون مع أو ضد في أي قضية تطرح إعلاميًّا. ما يحكمني في أي قضية هي قناعاتي ورؤيتي واقتناعي بها أصلاً.
في موضوع مطالبة لجنة الانضباط بإيقاف محترف النصر حمد الله لم أكن مقتنع أساسًا أن اللقطة تستحق التوقف عندها أرى بأنها عادية وغير مقصود بها اللاعب المنافس.
لهذا تعاملت معها "بالتطنيش" ومتابعة محركيها بصمت، لأن القضية هي حرب بين إعلام وإعلام آخر ودخل بينهما طرف ثالث كان يمارس الحرب بالوكالة.
وبين كل هذه التناقضات في القضية كان الإعلام هو الطرف الأضعف فيها لأن هناك فئة كانت تهاجم دون دليل وأخرى تدافع لمجرد الدفاع، وفئة ثالثة وجدت نفسها في مرمى السهام بين الطرفين واختارت أن تسجل حضورها فقط على طريقة "شوفوني"،
لذلك وبناء على هذه القضية وقضايا أخرى مشابهة يزداد المتلقى قناعة بأن الإعلام "الأكثرية" ارتدوا قمصان الأندية ولن يخلعوها وإن حاولوا بعد ذلك أن يخلعوا هذا القميص ويرتدوا جلباب الحياد لن يقتنع بهم أحد ولن يقبلهم أحد، لأن الأحداث السابقة صنفتهم وسيبقون تحت هذا التصنيف مهما حاولوا الخروج منه.
فاصلة
كلاسيكو الكرة السعودية الكبير الذي سيجمع الأهلي والنصر يمر هادئًا دون ضجيج باستثناء قضية حمد الله، وهذا الهدوء حسب اعتقادي هو خوف كل منهما من الآخر، فالأهلي المستضيف لم يشعر محبوه بمرحلة التعافي ولا التغيير الفني على الرغم من تحقيقهم نقاط الفتح مع الوطني المحمدي وملامح السعادة المصطنعة على محياهم، يقابلها خوف داخلي من مواجهة النصر على اعتبار أن الفتح الذي لم يكسب أي من لقاءاته الأربع السابقة ليس مقياسًا للتعافي، ولذلك يخشى الأهلاويون من خسارة تعيدهم لمربع التساؤلات ورمي التهم. وكذلك النصر يشعر بنفس الخوف ولن يقبل جمهوره الخروج مهزوماً حتى وإن كان منافسه الأهلي، لأنهم لا يزالون يتعاملون مع فريقهم بأنه هو نصر الموسم الماضي ولم يستوعبوا أنه لا يزال يبحث عن هويته المفقودة.
بين هذا الخوف الواضح أتوقع أن يقدما كلاسيكو حقيقيًّا للكرة السعودية وليس مشابهًا للقاءات الهلال والاتحاد التي يتسيد الهلال كل تفاصيلها داخل الملعب، وترك للاتحاد المدرج وبقايا سنوات مضت كان فيها ما يسمى كلاسيكو.