2019-11-01 | 22:58 مقالات

الألعاب النارية بـ«ددسن 85»

مشاركة الخبر      

في أواخر التسعينيات، كنّا أربعة شباب أقارب في سن المراهقة اعتدنا السفر في إجازة عيد الفطر من كل عام..
وسيلة المواصلات مركبة بيك أب تتسع لراكبين، ولكن نحن بقدرة قادر نحولها إلى أربعة ركاب.. سنة الصنع 1985م نسميها "ددسن 85 غمارة واحدة"..
الوجهة المنطقة الشرقية تحديدًا "كورنيش الخبر"..
السكن شقق فندقية خالية من النجوم "دورة المياه مشتركة مع بقية الغرف".. الأسرّة تحتاج إلى أسرّة..
رسوم الرحلة 120 ريالاً للشخص الواحد "القطة".. من ادخار فسحة المدرسة..
مدة الإقامة.. ليلتان فقط..
طيلة الطريق ندعو الله بألا تتعطل السيارة أو يداهمنا بنشر، فالموازنة "على القد"، لا تتحمل "وعثاء السفر"..
كل تلك المشقة والتخطيط المسبق والأماني وضرب أخماس بأسداس والحرمان من ملذات "المقصف" أيامًا طويلة من أجل هدف واحد.. مشاهدة الألعاب النارية في كورنيش الخبر ثاني وثالث أيام العيد لمدة عشر دقائق.. كانت يومها تنطلق على ما أذكر عند الساعة التاسعة مساء..
حشود من كل مناطق المملكة.. تزاحم.. تدافع.. تعطل الحركة المرورية.. نلبس لباس العيد ونذهب من أجل مشاهدة الألعاب النارية.. لا أعرف وقتها ما علاقة "ثياب العيد" في مشاهدة الألعاب النارية..
"الجزمة سوداء لمعتها تلحظها عن بعد".. نبحث عن مكان مناسب لرصد اللحظة التاريخية.. عين في السماء تترقب انطلاق الألعاب النارية وأخرى على الأرض خشية أن يطأ شخص جزمة العيد فتتسخ..
نشاهد فقط بأعيننا ليس لدينا أي تقنية توثّق تلك اللحظات عدا كاميرات "كوداك"، لن يحسب عليّ إعلان لأن الشركة لم تتمدد وتصبح "آيفون" أو "هواوي".. أو تصدر تقنية متطورة في التصوير على حد علمي..
بعد الانتهاء من حفلة العشر دقائق.. نقصد أقرب استديو لطباعة الصور "تحميّض الصور"..
وفي حال كان يوم سعدك فإن ربع الصور ستكون "محترقة".. نحزم حقائبنا في شنطة تسمى "بكم".. سينطقها جيدًا من عاش تلك الأيام.. ونعود..
ذكريات لا تنسى في ذلك الزمن مع الألعاب النارية.. وعند العودة إلى المنزل والمدرسة لا حديث لنا إلا عن تلك الألعاب.. ودخولنا إلى نصف جسر الملك فهد وخروجنا.. أعمارنا لا تخولنا من إكمال المشوار وقتها..
اليوم وأنا أشاهد الألعاب النارية في موسم الرياض مساء كل خميس يمرّ طيف "كورنيش الخبر" في مخيلتي، وأتذكر تلك الأيام مع أبناء خالي الذين يتقلدون اليوم رتبًا عالية في السلك العسكري..
هذا الجيل "اللهم لا حسد" حتى في الترفيه.. مرفه..