2019-11-06 | 21:08 مقالات

في موسمنا.. مراهق

مشاركة الخبر      

“في بيتنا مراهق”.. هذه الجملة تكررت في أسماء برامج تلفزيونية ومسلسلات وأفلام عربية وأجنبية، حتى “طاش” في إحدى حلقاتهم الذهبية استخدموا الجملة ذاتها.. ناهيك عن آلاف المقالات والتقارير الصحفية والندوات والمحاضرات التي سلطت الضوء على المراهق.
والمراهق لا يحتاج إلى تعريف بل إلى احتواء.. لكن علمياً هي المرحلة ما بين الطفولة والنضوج من 17 عاماً إلى 22.. تمتد وتنقص حسب الهرمونات.. وتبقى المراهقة أكثر شيء يزعج الآباء.. وإذا كانت الصيغة مؤنثة فدائرة التوتر تزداد.
أعتقد أن تسميتها المراهقة تأتي من الإرهاق الذي يسببه المراهق لأولياء الأمور في التربية والتوجيه.
كثير من الشباب والبنات ضاعوا في عمر المراهقة.. لا يلامون فالتغيرات الهرمونية والجسدية تسهم في بعض الاضطرابات، فإذا لم يتم احتواء المراهق من قبل البيت فإن أصدقاء السوء سيستقبلونه بالأحضان.. وأي أحضان يرتمي لها.
المراهق هو طاقة ليست كامنة بل متفجّرة.. يبحث عن إثبات وجوده.. جميعنا مررنا بمرحلة المراهقة وشكّلت هويتنا فيما بعد.. وفقدنا الكثير من الشباب بسبب المراهقة.
ثلاثة لا رابع لهم مسؤولون عمّا يمر به المراهق.. 1ـ البيت، 2ـ المجتمع، 3ـ صديق السوء.. الأول والثاني يحاولان إبعاده عن الثالث لكن شعبيته تفوق “برشلونة”.
دائما ما يسعى المراهق إلى إثبات وجوده وأنه شخص يعتمد عليه، ويحلم باليوم الذي يكبر ويصبح له مصدر دخل حتى لو بسيط، هو يرى أن المادة تجعله شخصاً مستقلاً لذا يفكّر في العمل.. قد يختلف البعض معي أو يتفق ولكن أنا أتحدث عن تجربة وواقع.. في السابق لم تكن لدينا فرص لاحتواء المراهق في مجال العمل المؤقت عدا التوظيف في إجازة الصيف اجتهاداً من بعض الشركات.. أذكر في مراهقتي أنني كنت أنتظر إجازة الصيف من أجل أن أعمل فقط لمدة شهر ونصف بعدها يتم الاستغناء عني مقابل مبلغ زهيد لا يتخطى 2000 ريال.
ولكن اليوم تبدل الحال.. فرص العمل فتحت أمام المراهقين، صديق السوء خفت شعبيته.
عندما تتنقل بين الفعاليات والمناسبات الأخرى، نسعد عندما نشاهد أبناءنا يعملون بجد واجتهاد في وظائف متنوعة.. في موسم الرياض ظهر المراهقون يعملون ويشغلون وقت فراغهم بما يعود عليهم بالمنفعة، أمر رائع ويدعو إلى المفخرة.. شكراً لمن منحهم الفرصة وحفظهم من غدر الزمان.