«الارتياح»
لا يوجد فريق يصل إلى نهائي القارة سواء من شرقها أو غربها وهو سهل المنال، فالمشوار القاري طويل وصعب ورتم منافساته عال جدًا، ونهائي هذه الليلة لا يبتعد كثيرًا عن النهائيات السابقة، خصوصًا أن التقارب الفني بين الفريقين قائم ونتائجهما من بعد التأهل أخذت منحى هبوط حاد.
لكن الفارق بينهما أن الهلال يتصدر دوري بلاده، في حين أن "أوراوا" مهدد بالهبوط وهذا مؤشر خطر على الهلال، فالنهائي بين الذهاب والإياب "إنقاذ موسم" بالنسبة لهم، وهدفهم في ذلك واضح والتركيز كل التركيز لديهم على البطولة القارية، وهو فريق منظم جدًّا ويعتمد على التحرك ككتلة واحدة، لكنه يصبح هشًّا وضعيفًا عندما يستقبل الأهداف وغالبًا تكون ردود أفعاله بعدها ضعيفة ويصعب عليه العودة لضعف الجانب المهاري عند جل لاعبيه.
الهلال فنيًّا وعناصريًّا هو الأفضل، ومتى نجح "رازفان" بوضع التشكيلة والإستراتيجية المناسبتين والمعتمدتين على التوازن واللعب بارتياح كبير وبهدوء وطول صبر، فإن المستعصية سترضخ رغمًا عن أنفها.
مشكلة الهلال في النهائيين السابقين رغم الأفضلية الزرقاء سواء على مستوى العناصر أو المستويات هو "الاستعجال" في إحراز الأهداف أو الوصول لمناطق الخصم، وهذا نتاج حراك جماهيري وإعلامي وإداري وربما فني على عكس الوضع الحالي قبيل هذا النهائي، حيث منح شيئًا من الهدوء وليس الهدوء الكامل، وأعتقد أن المعسكر الذي سيقيمه الفريق لمدة أسبوع في اليابان قبيل مباراة الإياب سيكون بمثابة خير إعداد لمباراة الحسم، وهي النقطة التي أتوقع أن "رازفان" فطن لها بدليل اختياره للمعسكر ومدته وتفريغ كل لاعبيه لهذا المعسكر.
مباراة هذا المساء هي "شوط أول" ومهما كانت نتيجته فهي لن تحسم الكأس، وقد تكون "مقرّبة" لها ولكنها ليست حاسمة، خصوصًا إذا نجح الهلال بالتسجيل ولم تهتز شباكه فهو على المستوى الهجومي ضارب جدًّا ويملك مهاجمًا شرسًا بدعم رباعي وأحيانًا خماسي من "جيوفنكو وسالم وكاريلو وكنو أو الفرج، وأحد الظهيرين" على حسب مسار الهجمة سواء كانت ذات اليمين أو ذات اليسار، وهو الأمر الذي يحدث فراغًا عكسيًّا في الخلف ويجعل الوصول إلى مرمى المعيوف ممكنًا.
الهاء الرابعة
يدور الزمان ويثبتون الكبار كبار
على مرجله وفعول وسلوم ومروه
ولا كل من ناداك يستاهل المشوار
ولا كل من خاواك يستاهل الخوة