وخضعت آسيا
«تحت أقدام الهلال»!
يقولون: “ليالي العيد تبان من عصاريها”. وأقول: شاهدنا مقدمات حضور الهلال في النهائي، وتتويجه بطلًا لآسيا 2019 منذ وقت مبكر من عمر البطولة. الحمد لله، استثمر الهلال قائمته النموذجية، والتوليفة الذهبية بتحقيق اللقب الذي انتظره 19 عامًا.
أعترف بأنني للمرة الأولى أشاهد هلالًا مختلفًا، كثير الإيجابيات، قليل السلبيات، وعلى درجة عالية من التوافق والانسجام “الهارموني” على مستوى المحليين والأجانب. الكل عمل ضمن منظومة واحدة، وعلى مستوى عالٍ من الأداء والجماعية، لدرجة يصعب معها التفريق بين أفضلية هذا وذاك، فالكل عمل، والكل قدَّم واجتهد، والكل لعب بروح قتالية، وأداء رجولي مفعم بالحرص والإصرار، وهو ما لم نره منذ سنوات.
مطوعو الصعاب، أثبتوا للمرة الألف أنهم خير مَن سيمثل السعودية والقارة الآسيوية في بطولة أندية العالم بقيادة الروماني الداهية رازفان لوشيسكو الذي سار على نهج ابن جلدته يوردانيسكو مع الهلال 2000، ومع الاتحاد 2005، ولا ننسى الإشادة بالعمل النموذجي للرئيس الذهبي “ابن عتيبة” فهد بن نافل الذي كان وجه خير على الفريق بتحقيق اللقب العنيد بعيدًا عن العُقد والتحكيم والاستقصاد، وأشياء أخرى، والشمس الساطعة لا تُحجب بغربال. وأشيد بالحالة البدنية والفنية والذهنية التي دخل بها الهلال النهائي ذهابًا وإيابًا، والتتويج بالكأس المهمة، و”الثالثة ثابتة”، وهذا ما أثبته الهلال بعد عامَي النحس 2014 و2017 اللذين لم يُكتب فيهما اللقب للزعيم، عكس ما يحدث حاليًّا من تركيز وثبات و”نضج” وهارموني. نحتفل “اليوم”، وغدًا نبدأ التجهيز لكأس العالم للأندية ولقاء الترجي التونسي بطل إفريقيا. نحتاج “برشا برشا” إلى الاستعداد والتهيئة والإعداد القوي لترك بصمة باسم الوطن.
إنجاز الهلال “العربي” يضاف إلى قائمة نجاحات العرب في 2019 “أندية ومنتخبات”، إذ تُوِّج الترجي التونسي بلقب دوري أبطال إفريقيا، والزمالك المصري بلقب الكونفديرالية الإفريقية للمرة الأولى في تاريخه، بينما فاز منتخب الجزائر ببطولة أمم إفريقيا، ومصر بكأس أمم إفريقيا تحت 23 عامًا، وقطر بأمم آسيا. الهلال أكمل عقد التفوق العربي بعام الحظ 2019، فشكرًا للهلال إدارةً وشرفيين ومدربًا، شكرًا لجمهور الزعيم “يستاهل” الموج الأزرق، شكرًا للاعبين على روح الإخوة والإيثار، وليس بغريب على خريجي مدرسة الهلال هذه الروح، والشكر الأكبر إلى وجه السعد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، صاحب الأيادي البيضاء، حفظه الله، على دعمه اللامحدود للرياضة والرياضيين وممثل الوطن بتسيير أربع طائرات لنقل الجماهير إلى اليابان. خضعت آسيا للهلال الذي أخمد بجده واجتهاده “جحيم سايتاما” لأن هذا زمنه وتوقيته.