البُغض حُكْم.. المحبّة حِكمة!
ـ أحيانًا يكون الظلام خادعًا، ولا تكون له في الحقيقة كل هذه القوة والسطوة ولا الجبروت الذي نظنّه!.
ـ ليس فينا إلا من جرّب إطفاء نور الغرفة، ثم لم يعد يرى شيئًا بالمرّة!. يأخذ الأمر ثواني قبل أن نصبح قادرين على رؤية خفيفة تكفي لعدم التعثّر على الأقل!. ثواني ونعرف أن الظلام لم يكن بالطغيان الذي كان عليه لحظة إطفاء النور!.
ـ هذا بالضبط ما يمكن له الحصول معنا لحظة الغضب!. لحظة مشابهة تمامًا لأول جزء من أول ثانية تتبع إطفاء نور الغرفة!. يعمينا تمامًا!.
ـ نفقد القدرة على التمييز، وإمكانيّة تعثّرنا تكون في أعلى احتمالاتها، حيث الذاكرة تحتفظ بالأشياء لكنها لا تحتفظ بالقياسات الفاصلة بينها إلا فيما ندر!.
ـ ندري أن الطاولة الصغيرة هناك، لكن هذه الـ “هناك” لم تعد محل ثقة!، ومن الممكن جدًّا أن نتعثّر بهذه الطاولة الصغيرة!.
ـ وكذلك يفعل الغضب. ما إن نتحرك من خلاله حتى نصطدم بشيء، هو لنا، أحضرناه بمحبة ولمنفعة أو جمال، ووضعناه في مكان يناسبه ويناسبنا، ومع ذلك، نصطدم به لحظة الغضب، يجرحنا وقد نكسره!. نلعنه!.
ـ ولو أننا صبرنا قليلًا، ولم نتحرك غاضبين، لما احتجنا لأكثر من دقيقة، دقيقتين، لمعرفة أن الغضب أقل سطوةً مما نظنّ، ولأمكننا رؤية الأشياء بما يمنع الأذى على الأقل!.
ـ أحبّتنا، أصحابنا ومعارفنا، الناس عمومًا، أكرم بكثير من طاولة صغيرة!. ومشاعر الرّضا نور!. ونعم، يمكن لهذا النور أن ينقطع فجأة لأي سبب!، لنتذكّر دائمًا أنهمم يستحقون من الصبر أكثر بكثير من دقيقتين!.
ـ لا أحد يمكنه منع الغضب فيما يبدو، مثله مثل الإضاءة التي يمكن لتيار الكهرباء أن يقطعها فجأة!. لكن بالإمكان التنبّه لمضارّ فقدان البصيرة والبصر في الحالتين، والاحتياط للأمر، والتنبّه للتدابير التي تمنع من زيادة الفقد في الحالتين!.
ـ البُغض حُكْم، المحبة حِكْمَة!. وكذلك الغضب والصبر!. الصبر نور داخليّ، ومن أجل أنفسنا أولًا وأخيرًا، فإنّ علينا استخدامه وقت الحاجة!.
ـ قليلًا من الصبر المتأمّل، ويمكن لنا رؤية أن البُغض والغضب كلمة واحدة، تغيّرت أماكن الحروف فيها!.
ـ وفي مثل هذه الأمور، فإن من يصبر ثم لم يجد في صبره منفعة، فلينظر ما إذا كان صبره مصحوبًا بتأمّل أم لا؟!. ذلك أن الصبر دون تأمّل وتدبّر لا تُرجى منه فائدة!.