الاقتران بالزعيم
قلت سابقًا وآنيًا وأجزم بأن بطولة النصر الأهم هي قدرة مسيريه من إدارات ورؤساء وأعضاء شرف وذهبيين وإعلام وجماهير وحتى لاعبين باقتران فريقهم بالهلال ويبرعون في ذلك بطرق شتى ومتنوعة، حتى أصبحت “ماركة مسجلة” يساعدهم في ذلك آلة إعلامية ضخمة مع بعض المعونات اللوجستية من أطراف أخرى، يعيشون في التبعية ومن قلوب وعقول أنهكتها “الفوبيا الزرقاء”.
قبل أيام قليلة تحدثت فضائيًّا عن منجز النصر الأضخم وأعني بذلك “الاقتران” ولقي هذا الحديث تأييدًا من جهة واعتراضًا من جهة أخرى، ولم يكن عند المعترضين براهين يقدمونها لدحض ما أراه حقيقة دامغة لا تقبل الشك، وما هي إلا برهة من الزمن ويخرج عضو ذهبي أصفر ليثبت حقيقة الاقتران عندما كتب تغريدة غير مسؤولة، ولا يمكن أن تصدر من رجل كنا نظن فيه الظن الحسن وهي أحرف ذات دلائل خطيرة ومنزلقات أخطر، يستجدي فيها الاتحاديين والأهلاويين بالوقوف معهم ضد الظلم المزعوم الذي يتعرضون له من طرف آخر، وكأن “ساحتنا” غابة يلتهم فيها القوي الضعيف.
وفي نفس التوقيت تقريبًا شن المتحدث “الرسمي” لنادي النصر حملة شعواء على التحكيم المحلي وأخذ يلمز ويهمز في أمانتهم وصدقهم وعدلهم وأنهم يخدمون الهلال.
ورغم كمية المتناقضات العجيبة والغريبة فيما ذهب إليه وكمية التدليس والتضليل الذي يتجاوز عدد أحرف تغريداته والهاشتاقات التي نشرها به وعدد أحرف من شاركوه وسمحوا له بالتغرير بهم، ورغم أن الشخصين المسؤولين الأصفرين لم يتعاملا بحجم موقعهما الرسمي ولم تصدر بحقهما عقوبات صارمة ورادعة، إلا أن ما قاما به وما قام به غيرهما منذ أمد بعيد وما سيقوم جلهم وليس كلهم يثبت حقيقة لا تقبل التخمين، وهي أن بطولة النصر الكبرى قدرة منسوبيه حقيقة ومجازًا على اقتران اسمه بالهلال بغض النظر عن موقع فريقهم وموقع الهلال من المنافسة.
فإن كانوا بعيدين عن المنافسة فهم يجعلون من أنفسهم خصومًا له ويقفون مع المنافسين له سواء كانت داخلية أو خارجية، ولو أردت أن أستشهد بمواقف أعضاء شرف أو رؤساء سابقين أو لاعبين أو روابط التشجيع بارتداء قمصان المنافسين واستقبالهم في المطارات والذهاب لتحفيزهم في الفنادق لجفت الأقلام وطويت الصحف.
ولو أن هذا الاقتران فردي أو حالات متقطعة لما قسنا عليه، ولكنه عمل ممنهج ومتواصل لا ينقطع أبدًا، فهم يحاربون من يوافقهم الميول إن حاد على هذا المنهج الراسخ في عقولهم.
الهاء الرابعة
بعض الأماكن مرض والخير في غيرها
وبعض الأوادم حيايا والملامس طري
وان جتك حرب القريب ودقّت بزيرها
لا تكتب المنمحي في صفحة المنقري