2020-01-04 | 21:49 مقالات

سعودية آل«مسك»

مشاركة الخبر      

في العام 2011، وبهدوء شديد لا يصاحبه أي ضجيج، تأسستْ في العاصمة الرياض مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية “مسك”، وظنّ الكثيرون أنها مثل أي مؤسسة خيرية، ستتولى جوانب إنسانية، كمساعدة الفقراء والمحتاجين ومساندة الأيتام والعجزة، والمساهمة في علاج المرضى وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.
مع الوقت، لم يبدُ الأمر كذلك، إذ اتضح أنها مهتمة بقضايا الشباب، وعلى رأسها تطوير محتوى وسائل التواصل الاجتماعي. وبهدوء مماثل، انطلقتْ عام 2013 فعالية ضخمة عنوانها “مغردون سعوديون”، حضرها نخبة من أهم رموز تويتر في السعودية والخليج والعالم، ليناقشوا دور هذه المنصة في دعم الخطوات التنموية والإصلاحية المتنامية في المملكة. ومن خلال حضور المسؤول القيادي الجديد، الأمير الشاب محمد بن سلمان للجلسة الافتتاحية، صار واضحًا أن “مسك” ليست مجرد مؤسسة خيرية، بل هي مشروع استثنائي حضاري تنويري، يقوده بنفسه، ليسهم في تغيير قيم ومفاهيم وثقافة الشباب، لكي يكونوا مؤهلين لقيادة وإدارة وطنهم الجديد، بحلته الجديدة. لقد كان واضحًا أن هذا الشاب المفعم بالحيوية والنشاط، يريد إيصال تلك الرسالة للجميع، في الداخل والخارج، على حد سواء.
لم يمض وقت طويل، حتى اكتمل عقد “مسك” بتألق بقية منتجاتها الحضارية، ابتداءً من “مركز الملك سلمان للشباب” مروراً بـ”حكايا مسك”، و “مبادرات مسك الخيرية “وانتهاءً بـ”منتدى مسك العالمي”. ولعل الحراك الذي اشتعل في المملكة العربية السعودية، من خلال النسخ المتتالية للـ”حكايا”، سيثبت للمتابعين والمهتمين، بأن مؤسسة “مسك” لا تقود الحراك الإبداعي للسينما والمسرح والشعر والقصة والرواية والموسيقى فحسب، بل تسهم في تمرير وتشجيع المحتوى الجريء، الذي يحاكم المرحلة السابقة، بكل قيودها وسوداويتها، وليمهد لمرحلة مشعة بالنور والبهجة والفرح والحرية. ولو كان ثمة عنوان رئيس للسعودية الجديدة التي نعيشها اليوم، فسيكون “مسك” بلا أدنى شك.
ولأن كيانًا لافتًا للدهشة مثل هذا الكيان، ولأنه يحقق كل هذه المنجزات المتسارعة والمتوائمة مع متطلبات المرحلة المتغيرة والجديدة من مراحل الدولة، فإن الحراك ضده سيكون متوقعًا، ليس الآن فقط، بل منذ تأسيسه، فالعارفون بتوجهات مؤسسة “مسك” في خدمة الوطن، وبإمكاناتها المستمدة من الرؤية، سيدركون أنها كانت وستظل تهدم ما يحاول الظلاميون بناءه في عقول الذين لا يزال الجمودُ يسيطر عليهم، ويُشْعِرهم بأن المستقبل المضيء هو ألدّ أعدائهم.