2020-01-05 | 22:42 مقالات

«السعودي ما ينقاله لا»

مشاركة الخبر      

في إحدى الرحلات إلى مدينة دبي في عام 2001م طلبت منيّ الوالدة أن أحضر لها زعفران من سوق نايف أحد أشهر الأسواق الشعبية هناك.. استخداماته لا تُعد ولا تُحصى، وعشاقه بلغ بهم الأمر إلى تسميته “الذهب الأحمر”.. نظراً لارتفاع سعره وندرته..
بعد الانتهاء من مهمة الزعفران توجهت إلى المحاسب لدفع قيمته، فإذا بشخص أمامي من إحدى الجنسيات العربية يريد أن يدفع بعملة بلاده.. البائع الهندي يرفض ويطلب منه الذهاب إلى الصراف القريب من المحل.. فتشت فلم أجد دراهم إماراتية في جيبي فطلبت منه أن يبقي الأغراض بجانبه لحين عودتي من الصراف، كونه ليس لدي دراهم إماراتية فقال لي: “أنت سعودي؟”.. أجبته بنعم، فقال لي: “ما فيه مشكلة أنا آخذ فلوس سعودي”..
في تلك الأعوام لم تكن نسبة زيارات السعوديين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة كما هو الحال في الأعوام الأخيرة، فلقد زادت بشكل أكبر، ولكن رغم ذلك إلا أن السائح السعودي يعد الأبرز لدى الإماراتيين منذ زمن بعيد ولا يزال..
بالريال السعودي وسيارتك، تتنقل بين الإمارات السبع وكأنك لم تغادر السعودية لما تجده من حفاوة واستقبال وكرم في كل أرض إماراتية.. لا تستغرب الجود من أهله..
العلاقات السعودية الإماراتية تمتد منذ عشرات السنين.. الازدهار والتطور يرسمان ملامحها.. سياسيا ثقافياً اقتصادياً رياضياً اجتماعياً وفي كل المجالات.. تسهيلات يجدها رجال الأعمال في البلدين.. التبادل التجاري وصل إلى أفضل حالاته.. السياحة ذابت بين الشعبين.. فكل منهما يرى بأنه لم يغادر موطنه رغم أنه خارجه.. آلاف السعوديين يعملون في الإمارات وكذلك العكس..
اليوم الوطني في أي بلد يعني الاحتفاء في البلد الثاني.. العلاقة باتت مضرباً للمثل بين دول العالم.. في الرياض التي تحولت إلى مدينة سياحية جاذبة نجد الكثير من الإماراتيين يزورون فعالياتها، ويشاركون أشقاءهم السعوديين الفرحة في صورة لا تحتاج إلى برواز يجملها.. في مقطع الفيديو يظهر فيه تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، خلال جولته في إحدى الفعاليات المنظمة في مدينة الرياض فإذا ببعض من الأشخاص يحاولون منع رجل من التصوير بشكل عفوي، فجاء رد رئيس الهيئة فوراً “هذا إماراتي خلّه”.. يقصد بأنه يأخذ راحته.. ذلك المقطع وجد ردود فعل واسعة وترحيباً بالغاً من قبل الشعبين..
وفي رد سريع جاء من الفنان الموهوب والجميل حسين الجسمي في جلسات سمرات الرياض عندما طلب بعض الحضور أغاني منه فرد لهم بقوله: “السعودي ما ينقاله لا”.. هنا تكمن قوة العلاقة بين السعوديين والإماراتيين، فمن الصعب على أي حاسد أن يدخل في المنتصف ويسعى إلى زعزعتها.