طقوس خاصّة!
ـ بالقراءة أتزيّن. في هذا مثلي مثل أيّ قارئ. إنْ كنتُ أختلف فذلك لأمر آخر، هو أنني: للقراءة أتزيّنُ!.
ـ ما لم أشعر ببقايا رائحة “الشّامبّو” خافتةً، وبطراوة الماء مُبقيّةً أسرارها، مع قليل من بخور وعطر “الحقيقة أنني أرشّ العطر بتسيّب!”، ما لم أحلق ذقني، وألبس ثوبًا أو “لبس رياضة” نظيف ومرتّب ومريح وحيوي، فإنّ وقت القراءة “الصباحيّ عادةً” يمرّ أثقل مما تحتمل طبيعته بالنسبة لي، بل قد أتشتّتْ قليلًا أو كثيرًا!.
ـ هذه العادة لها معي الآن قرابة عشرين عامًا، أو أقل قليلًا. قبل ذلك لم تكن لديّ من الظروف ما يسمح بمثل هذا التّأنّق، لذلك كنت أقرأ في كل وقت، دون اهتمام بمثل هذه الطقوس!.
ـ أحبّ الطقس القرائيّ!. وأستغرب ممّن يتهكّمون على فنجان القهوة مع قراءة كتاب!. قبل فترة، دارت في رسائل التواصل كلمات طَنَزْ: بإمكانك قراءة كتاب وأنت تشرب مَرَقًا ليس بالضرورة قهوة!. هذا غير صحيح!.
ـ نعم ليس بالضرورة فنجان القهوة، لكنني حين أعتبر أنني أمام صديق عزيز وفي جلسة خاصة معه، جلسة حوار وأخذ وعطاء بمودّة، وممازحات خفيفة لطيفة بحب، فمن الأطيب أن يكون بيننا فنجان قهوة أو كأس شاي أو كوب عصير، أو مثل هذه المشروبات الخفيفة السريعة!. أنا ممّن يشعرون بذلك ويحسّونه!.
ـ ولن أقول إنني “أصبّ فنجانين” لي ولمؤلّف الكتاب!، ففي هذا تنطّع من ناحية، كما أنّ هذه الفكرة تحديدًا وما أنْ صاغها “جوزيف حرب” في مقطع شعري، حتى تمّت سرقتها مِنْ قِبَل كثيرين بقلّة أمانة مخزية وانعدام حياء!.
ـ لكل فعل حميميّ طقوسه الخاصّة، والقراءة “والكتابة طبعًا” فعل حميميّ، وفيه من السّريّة ما فيه. سريّة تحميه من التطفل، أو من التطفّل الزائد عن الحد على الأقل!. إنه يستحق!.
ـ قد لا يخفي القارئ كثيرًا من طقوسه. هو متى ما كان قارئًا وكاتبًا فإنه لا يقدر على ذلك أصلًا، وليس في مثل هذا الكشف ما يعيب أو يدعو للخجل. من حق القارئ أن يزهو وأن يفخر كونه قارئًا!. كما يمكن له، وهذا أطيب، الاحتفاظ لنفسه ببعض أسرار مكتبته!. المهم ألَّا يخجل أبدًا من كونه قارئًا، ومن أنّ له في القراءة طقوسًا خاصة!.