«منتخبنا اليوم
وخّر عن طريقه»!
ـ صباحكم أخضر، ودرب منتخبنا أخضر بإذن الله..
ـ عقدُ القرانِ مع الأولمبياد تمّ والحمد لله، اليوم يوم الزفاف!. وبإذن الله تتوّج الحفلة بكأس مستحقة، وميداليات ذهب لأبطال يستحقونها عن جدارة أيًّا كانت نتيجة المباراة!.
ـ عادةً، يُقال تدرّجًا: حققنا المهم وبقي الأهم، لكننا جميعًا نعرف أننا وبمعطيات وقوانين هذه البطولة الآسيوية، قد حققنا الأهم، وبقي المُهم!.
ـ حقيقةً، أمتعنا الكابتن سعد الشهري بفرقته الموهوبة والتي تمتّع أفرادها بصلابة وحماس وجماعية مُلتزمة وقادرة على تنفيذ أدوارها بمتعة لها طبيعة الحريّة الفنيّة، وأداء له طبيعة الحسم العسكري!.
ـ مواجهتنا مع الأوزبك كانت واحدة من أكثر المواجهات صعوبة، وأظنها الأصعب، وقد عبرناها بنجاح باهر!. أظن أننا في ما قبل نهائي اليوم ضد كوريا، قابلنا فعليًّا المنتخب الأفضل في البطولة، وفزنا عليه بجدارة!.
ـ مباراة الأوزبك كشفت الكثير، أخرجت اللآلئ من البحر. كانت مهارات الأوزبكيين مثار إعجاب الجميع، وأعترف: كنت أتمنى مواجهة أي منتخب غير المنتخب الأوزبكي في تلك المباراة المصيرية، والتي كان بإمكانها إنهاء كل شيء، وإفراغ كل أمر من محتواه فيما لو خسرناها!.
ـ لقد تابعت جميع منتخبات البطولة وكنت أقول لأصدقائي: لو كتب الله لنا ملاقاة أستراليا تحديدًا للقّنّا هذا الجيل من الأستراليين درسًا، يربكهم لسنوات، وبذلك نكون قد ضربنا كل عصافير شجرة السنوات الأسترالية العشر المقبلة بحجر واحد!. حظّهم.. سَلِموا!.
ـ ثلاثة منتخبات أثارت الإعجاب، واستحقّت الوصول، أولها منتخبنا الأولمبي، بعده الأوزبك، ثم كوريا الجنوبيّة. الأسماء متفق عليها من المحللين، لكن ترتيب الأفضلية فهذا رأيي!.
ـ طبعًا، ولأن أستراليا هي التي حلّت ثالثًا!، مطوّحةً بظنوني بضعفها في الهواء!، ولأن مباراة اليوم هي النهائي، فإني أغيّر ذلك الرأي!. خاصةً مع تأكدي بأن رزانة المنتخب الكوري أكبر من أعمار لاعبيه!. وأنها لم تكن وليدة صدفة بقدر ما هي خلاصة ثقافة!. وأن هذه الرزانة أثبتت فاعليتها، وسدّت بنجاح كل نقص في المواهب الفرديّة لدى الكوريين!.
ـ ونعم، أرى من الصعب اليوم، العمل على تفتيت هذه الرزانة، وتشتيت الذهن الكوري!. هؤلاء، وحتى فيما لو سجّلنا في مرماهم هدفًا مبكّرًا، أو هدفين، فإنه لا يمكن الركون إلى مثل هذه النتيجة!. وعليه فإن بقاء التركيز عاليًا، عاليًا جدًّا، إلى أن تُسمع صافرة النهاية أمر مهم لأقصى درجة!.
ـ المُطَمْئِن في الأمر، أن شبابنا ليسوا بحاجة لنصيحة من هذا النوع، فبالرغم من وضوح مواهبهم الفرديّة، إلا أننا لم نكسب مبارياتنا إلا بفضل من الله ثم بفضل هذا التركيز المثير للإعجاب والمستحق للإشادة. لقد كانت ميزتنا، التي علينا استحضارها اليوم أكثر من أي وقت سابق، هي في ذلك المزج الرائع بين أهم عناصر كيمياء كرة القدم: الموهبة، اللياقة، الثقة، التركيز، والصبر!.
ـ الأكيد، والخلاصة، أن ما حدث على أرض الملعب، وما تحقق، لم يكن نتيجة صدفة، بل كان نتيجة بناء هائل، شُغِل بهدوء وفهم وطموح خصب. ليس أكثر دلالة على ذلك من تغريدة المدرب الوطني المدهش سعد الشهري، وهي التغريدة التي كتبها قبل أكثر من ثلاث سنوات ونصف!، وبُعِثَتْ من جديد في حسابات جماهير سعودية غفيرة، كشهادة واعتراف وشكر وامتنان للمدرب وطاقمه ولاعبيه وإدارة المنتخب!،..
ـ إليكم التغريدة المُثبِتَة لأهمية الصبر وعظمة الطموح وجديّة الالتزام، غرّد بها سعد الشهري بتاريخ: “12/6/2016”:
“الفترة الحالية لدينا استحقاق مهم وهو كأس آسيا والتأهل لكأس العالم، وإن شاء الله نكمل المسيرة مع نفس النجوم حتى 2020 في الأولمبياد، دعواتكم لنا”!.
ـ ولكم تخيّل صعوبة مثل هذا الطموح الذي أخذ شكل الوعد وتحقق بحمد الله، وأي صعوبة أكثر من أن آخر تأهل لنا في الأولمبياد كان قبل أكثر من 24 عامًا،.. عمر كامل، وأجيال!.
ـ دعواتنا، وتمنياتنا، وشكرنا، وامتناننا، ومحبتنا، وإعجابنا، لك يا كابتن سعد، ولنجومنا، وإدارة منتخبنا، على ما تحقق وما سوف يتحقق بإذن الله. كنتم أبطالًا، وستظلون، ونعم تحقق الأهم، لكني أهمس في أُذنك: “تكفى، نريد البطولة”، لأننا في عهد سعودي جديد يستحق أن نكون فيه أبطالًا في كل مجال، ولأنكم أهل لها وتستحقونها.
ـ كأس آسيا سعودية بإذن الله، بإذن الله،.. ودربك خضر يا سعودي!.