«العويس
مرة أخرى»
حتى تستطيع أن تمرر ما تريد تمريره في وسطنا الرياضي فما عليك إلا أن تقحم اسم الهلال، فهو المفعول السحري الذي يصرف الأنظار عن الكوارث التي تريد أن تفعلها.
هي ثقافة راسخة ومتجذرة وممتدة من سنوات طويلة، ولا أعلم هل البداية كانت بتخطيط مسبق، أو أنها جاءت وفق تراكم ظروف معينة شهدت تألق فريق هو المتفرد والوحيد والثابت في العمل المؤسسي وفي الصعود للمنصات، مقابل موروث مجتمعي لا يقر للناجح بنجاحه ولا للمتميز بتميزه، فيركن للجزء الأسود من الدماغ والمجهول، ليبدأ في رسم فكر مؤامرة حتى أصبح الهلال ماركة مميزة للخلاص والهروب من المشاكل.
في قضية العويس التاريخية وقبل تدخل الجهات الرسمية، التي أثبتت فيما بعد عن أكبر فضيحة في تاريخ كرة القدم السعودية، كان المتجاوز يمرر لبعض الإعلاميين بأن الهلال يفاوض اللاعب في معسكر المنتخب، فتم اتهام كبير القارة وتناقلت الساحة هذه الاتهامات بشغف كبير ونعم المتجاوز بالحماية، لتنفيذ مخططه بمفاوضة اللاعب في معسكر المنتخب من خلال قائده وشريكه الوسيط، تحت غطاء وحماية بلهاء لا تستشعر خطورة الفعل ولا فداحة الظلم وانعكاساته المستقبلية.
مثل هذا السيناريو تكرر أيضًا بطريقة عكسية مع الأسطورة الخضراء عمر السومة، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الانتقال للنصر بمفاوضات سرية وباتفاق الطرفين وبطريقة غاية في الدهاء، لولا علم القيادة الرياضية بالخبر وإيقاف الصدمة للجماهير الأهلاوية، ومع ذلك خنع ذلك الإعلام ومارس التبعية، ولم يجرؤ أحد منهم على الدفاع عن الحقوق المهدرة والتجاوزات المستمرة، ولأن التابع لا يمكن أن يكون سيدًا فإن مسلسل الرغبة الصفراء في شراء “المقاضي” من الساحة الخضراء، وقد وصلت المفاوضات مع العويس إلى مرحلة متقدمة، وكل الأخبار المتناثرة من هنا وهناك تؤكد بأن “المؤشر” قد يتحول من لون الربيع إلى الخريف، بعد أن تعرضت العلاقة بين الأطراف الثلاثة لـ”برودة” جافة تشبه حالة الطقس في وسط شبه الجزيرة.
الهاء الرابعة
دام الغلا في هالزمن صار مشروط
لا تبدي اللي تكتمه وسط جوفك
كلٍ يبيك إن صرت رايق ومبسوط
وإن ضقت ما ودّ الخلايق بشوفك.