يتجدّد.. يتعدّد!
- في دنيا الأدب، والصحافة والإعلام، والحياة عمومًا، بما في ذلك العوالم الافتراضيّة: أسوأ النّاس، ليسوا أعداءنا بالضرورة!، لكنهم بالتأكيد أولئك الذين تحاشينا عداءهم قدر الاستطاعة أو أكثر، ليقيننا بانعدام الأَنَفة فيهم، وغياب عفّة ضمائرهم وألسنتهم!.
الحسنة الوحيدة التي يمكن لأمثال هؤلاء تقديمها لنا، هي حين ينجحون في إفشال خططنا وتكتيكاتنا!، ويكشفون عن “سفالتهم” على الرغم من كل محاولاتنا!. هذه هي الخدمة الجليلة الوحيدة التي يمكن لهم تقديمها: قطع السُّبل!.
- ما قاله هيرقليطس حقيقي. لا يمكنك السباحة في النهر مرّتين. لكن ما هو حقيقي أيضًا، أنه لا يمكنك المرور في أي شيء مرّتين، ولا حتى الوقوف أمام، أو عند، أي شيء مرّتين، لسبب لا يتعلّق بالنهر كما أوحت به مقولة الفيلسوف، ولا بأي شيء سواك!. نعم، الأمر يتعلّق بك، فأنتَ نفسك لا يمكن لك أن تكون ذات الشخص مرّتين!.
- كان سؤالًا لطيفًا: ألا يخشى الكاتب اليومي من غياب الفكرة ومن فقد الموضوع؟!. بعد الانتهاء من أي مقالة، يُخرّب هذا السؤال بيت فرح الكاتب مباشرةً، ويُقلق راحته!. عشتُ هذا الشعور أيامًا وأيامًا، إلى أن تأكد لي كم يُشبه الكاتب اليومي العصفور الصغير، يكتب له الله رزقه، ولو أنّه أثقل نفسه بهمّ السؤال لثَقُلَ على جناحيه الهواء فلم يُرفرِف!. بعدها، صرتُ لا أحمل من هذا الهمّ شيئًا تقريبًا!.
- يُربكني، كل من يُهديني كتابًا من تأليفه!. لا أفهم مشاعري!. خليط عجيب، أشعر بمحبة وامتنان وتقدير وأحاسيس مبهجة تستوجب الشكر، وفي نفس اللحظة، أشعر بضيق وكدر وحياء غامض، لأنني أعرف طبيعتي، ومن هذه الطبيعة مُجافاة الكتُب المُهداة!. أبحث عن سبب لهذه الجفوة الغريبة، فأتعثّر بما لا يمكن القبض عليه أو تبريره!. مع ذلك، أظنّ بقدرتي على الإمساك بطرف خيط: ينتابني شعور أن القراءة صارت واجبًا عليّ ولم تعُد حقًّا لي!. والقراءة بالنسبة لي: حقّ مُصفّى!.
-هل هناك حاسّة سادسة فعلًا؟!. أظن نعم، وأكثر من حاسّة!. الفكر حاسّة، والحب حاسّة، وغيرهما كثير!. نقع في الحب عن طريق الإحساس، يحدث هذا غالبًا، لكننا حقيقةً، نقع في الإحساس عن طريق الحب!، يحدث ذلك في اللحظة نفسها، فلا ندري أي الأمرين سبَق الآخر!. الأكيد أننا نصير غير قادرين على معرفة الأشياء والتعامل معها وتجاهها، بغير تأثير من هذا الحب علينا، نُسقطه على أي شيء نلتقيه، فيتجدّد ويتعدّد ما فينا وما فيه، بعضه أو كلّه!.