كلاسيكو
الوطن
أخيرًا استوعب الاتحاديون بأن هناك من يحاول أن يزيحهم عن مركز الوصافة في تاريخ الأندية السعودية ويحل مكانهم وهو البعيد عنهم كل البعد عمرًا ومنجزًا وحضورًا وشعبية وحراكًا مجتمعيًّا.
أولئك لا يملكون من مقومات الحضور والتأثير سوى آلة إعلامية ضخمة سيطرت على مفاصل الإعلام، خصوصًا المرئي منه، ويريدون أن يحولوا “الظاهرة الصوتية” إلى واقع ملموس وهم للأمانة يبرعون في ذلك، فالفريق الذي يتلقى الخسائر المذلة بالأربعات والخمسات من فرق بعضها في الدرجتين الأولى والثانية، يطلقون عليه “عالمي” والفريق الذي لم يحقق دوري الأبطال القاري في تاريخه وغير مصنف من ضمن فرق النخبة يسمونه “سيّد آسيا”.
كانت العلاقة الاتحادية ـ النصراوية على وفاق تام عندما كان الأخير ما بين فرق الوسط والصراع على الهبوط، في حين كان العميد يتسيّد القارة ويحقق المنجزات، ولم يكن وفاق الأصفرين إلا نكاية بالزعيم القاري الثابت في المنافسة.
وئام الأصفرين تم بحسن نية من أصفر جدة، لكنه جاء بتخطيط واستراتيجية من أصفر الرياض وذلك للاستفادة من المنابر الاتحادية لتكوين قاعدة جماهيرية وإبقاء فريقهم في دائرة الضوء وهو البعيد عنها، وبمجرد أن اشتدت شكيمته وقويت شوكته بدأت رحلة الانفصال بـ “ما صديقنا إلا انا”، وهو الانفصال الذي لم يستوعبه الاتحاديون حينها وكانت من أبرز ملامحه إبقاء الصراع والخلاف الهلالي ـ الاتحادي قائمًا رغم أن فريقهم وقتها لم يكن له في الصراعات ناقة ولا جمل.
النصراويون أخذوا من مرحلة الوئام ما يريدون ويريدون أن يأخذوا من مرحلة الانفصال مبتغاهم الكبير وهو الاقتران بالهلال ومنافسته وإزاحة الاتحاد من موقعه الرسمي كثاني الأندية السعودية تحقيقًا للبطولات، وقد تفطن كثير من الاتحاديين لهذا الأمر مؤخرًا ولاحظوا الفرق في التعاطي بين الثقافتين.
ولكم في ما يحدث حاليًا قبل “كلاسيكو الوطن” وبين طريقة الطرح المتوقعة بعد نهايته في حال لم يستطع العميد إيقاف الزعيم ولو بالتعادل.
هذا التفطن أغضب كثيرًا من النصراويين فكشفوا عن قناع المباغضة لدرجة أن صديقًا نصراويًّا يحرص على مشاهدة مباريات الاتحاد، متمنيًا في كل مرة خسارته وهبوطه للدرجة الأدنى، وعندما سألته عن السر وراء تحوله الكبير وهو الذي كان يمجد الاتحاد في سنوات فريقه المفضل، أجاب إجابات غير مقنعة، لكنها زادتني قناعة بأنها كانت “عشرة مصلحة”.
الهاء الرابعة
رباهُ إني شاردٌ، فتولّني
فإليك تمضي حاجتي وندائي
ما الأمر الّا ما قضيت فدلني
ولقد أحطتَ بعلّتي ودوائي