الرابطة
والاتحاد
وصلنا للمنعطف قبل الأخير في موسم كرة القدم السعودية، فزادت أهمية النقاط وأصبح التعويض أصعب فتزايدت الضغوط على الأندية، وأصبح رئيس النادي مطالباً أكثر من أي وقت مضى بالدفاع عن حقوق النادي مع إلحاح من المنتسبين والجماهير والإعلام، ولذلك تكاثرت التصريحات والبيانات والمطالبات الموجهة من النادي لكل من “الرابطة والاتحاد”.
وهنا تبرز مشكلة كبيرة في وسطنا الرياضي الذي يخلط بعض المنتسبين له بين صلاحيات الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين السعودي، وهما كيانان إداريان بينهما ارتباط بسيط واختلاف كبير، حيث يعنى الاتحاد بشؤون المنتخبات ومسابقات الفئات السنية وبطولتي كأس الملك وكأس السوبر، بينما تختص الرابطة بكل ما يتعلق بالدوري من جوانب تنظيمية وتسويقية وغيرها، لكن المتابع يلحظ الخلط المتكرر بين “الرابطة والاتحاد”.
بعض ذوي الخبرة من الأصدقاء المخضرمين ينتقدون “اتحاد القدم” في رفضه أو موافقته على تعديل موعد إحدى مباريات الدوري، مستهلين عتبهم بعبارة: “شف رفيقك ياسر” إشارة إلى رئيس الاتحاد الذي أعتز بمزاملته في الاتحاد الآسيوي، ورغم أن شهادتي مجروحة في “أبي سلمان” إلا أن روزنامة الدوري يتم وضعها من قبل الرابطة بالتنسيق مع روزنامة الاتحاد المرتبطة بروزنامة الاتحادين الدولي والآسيوي، فالأمر يتجاوز “الرابطة والاتحاد”.
أعلم يقيناً أن الانتقاد مطلب ضروري لتصحيح مسار كرة القدم السعودية لضمان وصولها للأهداف المرسومة وفق رؤية 2030 التي رفعت سقف الطموح ليبلغ عنان السماء، إلا أن أبجديات النقد تتطلب معرفة جهة الاختصاص لتوجيه النقد ووصول الرسالة، ولذلك أتمنى أن زيادة جرعة الوعي العام بتوضيح الفوارق وطبيعة العلاقة بين “الرابطة والاتحاد”.
تغريدة tweet:
مع التأكيد على اختصاص كل من “الرابطة والاتحاد” نتمنى من جميع اللجان والأفراد العاملين في القطاع الرياضي بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص تحري الدقة والإخلاص في العمل بما يحقق المصلحة العامة، مع يقيني أن بعض الانتقاد ينطلق بدافع الميول، إلا أن الحجة والدليل أصبحت هي المطلب الحقيقي للمتلقي الذي لم يعد يقبل بالنقد العاطفي، وأمنيتي أن يكون رؤساء الأندية والمراكز الإعلامية التابعة لها قدوة للمجتمع الرياضي بتحري الدقة في المطالبات والبيانات لضمان العمل الاحترافي والابتعاد عن كل قول أو عمل يساهم في تأجيج التعصب لا سمح الله، وعلى منصات الوعي نلتقي.