الكذب في
المجتمع الرياضي
الإنسان الذي من طباعه الكذب من الصعب أن يعرف أنه يكذب، ومن ذلك يتهم من ينبهه إلى أنه يكذب بالكذب وأوصاف رديفة للكذب، ويتجاوزها بحماقة إلى أنه كتلة الصدق الصلبة التي تتكسر عليها كل التلفيقات، وسحابة الحكمة التي تمطر إن تحدث وكتب، والحقيقة للأسف أنه خلاف ذلك تمامًا، لكنه لا يعلم أو لا يريد أن يعلم.
أتفهم من يسوق الكذب المفضوح ليمرر معلومة غير صحيحة، أو ينقض أخرى صحيحة بغرض تحقيق مصلحة خاصة وهو يعلم أن الجميع يعلم أنه يكذب، لأن ذلك بالنسبة له لا يهمه أكثر من أن يكسب المعركة ولو مؤقتًا، إلا أن الذي لا يمكن أن أفهمه كيف أن هذا الكاذب يبدو واثقًا ومتجرئًا على قول الباطل بل فخور به.
الإعلام أكثر من يتورط في الكذب أو يتم توريطه فيه، وهو المتهم الأول قي صناعته أو ترويجه، وبما أن الإعلامي العنصر البشري الوحيد في مثلث الكذب الذي يعقل، هذا يعني أنه من يمكن مساءلته ولومه، وهو أمر يتجاوز الحكم على قدرات الإعلامي المهنية والمعرفية والبراعة إلى الأخلاقية حيث الطعن في مصداقيته.
لم تسلم وسيلة إعلامية ولا صحفي من الكذب، تتعدد الأساليب والظروف والكذب واحد، ومن لم يكذب بالقلم كذب بغيره، هذا حتى لا يعتقد بعضهم أن أحدًا يمكن له أن يتبرأ من الكذب إن كان فعلاً قد عمل في هذه المهنة، ومارسها كما هي، وأمضى بها سنوات عمل حقيقية ولم يكن متطفلاً على موائدها.
ليس هناك في الإعلام كذب حلال وآخر حرام، لكن مبرر وسمج، يحدث أن ينتهي مصير خبر مهم إلى سلة المهملات لأنه غير صحيح، ويمكن تبرير ذلك بنقص التحري، ضعف المصدر، الالتباس في المعلومات، استخدام المصدر للصحفي وللوسيلة بالونة اختبار أو توريطها لأي سبب، أو أنه كذب الصحفي بامتياز.
أيضًا الخبر الصحيح لا يسلم من التكذيب، وبالتالي تسجيل نقطة ضد الصحفي والوسيلة مهما دافعت أو كشفت سلامة موقفها تبقى متهمة، ويعود ذلك إلى أن المتلقي يريد أن يصدق ما يرضيه، ويناصر من يواليه، ولا يريد الحقيقة كما هي، وربما يستند في ذلك إلى مواقف سابقة للوسيلة أو لسياستها التحريرية التي تتعارض معه، مع أن كل ذلك على أهميته لا علاقة له في أن الخبر صحيح أو مغلوط.
لكن لماذا أذكر كل ذلك.. سأكمل بعد غد الثلاثاء.