بين الداخل والخارج
كورونا لديه عزة نفس وكرامة فلا يقبل أن يدخل البيوت والأجساد إلا بدعوة خاصة وإصرار عليها ويلزمه خروج صاحب المنزل والعودة به إلى بيته حامله في جسده أو عليه.
فكرة واضحة أمام الجميع عملت الحكومة على إيضاحها للناس حتى قبل أن يصل الفيروس لغرب القارة فقامت بالاحترازات المبدئية والتي تشهد تطورًا واتساعًا حتى وصلت لحظر التجول الجزئي في مقابل ازدياد أعداد حالات الإصابة بالمرض يومًا بعد يوم نتيجة لحالات العزل السابقة سواء للقادمين من الخارج أو “المخالطين”، وإن نجحت الدولة في منع السبب الأول فإنها لا شك تحتاج لتعاون الجميع لمنع السبب الثاني، ومع أن الغالبية العظمى امتثل للأمر وحرص على نفسه أولاً ثم على أقرب الناس إليه من والدين وزوجة وأولاد وإخوان وأخوات وأقارب وأصدقاء وزملاء، إلا أن هناك عينات جاهلة وساذجة غالبها من المراهقين الذين تقودهم المرحلة العمرية إلى لفت الانتباه بسلوك عدواني بشق عصا الجماعة والخروج عن النظام العام.
هؤلاء لم يستشعروا خطورة ما يفعلون ولم يستشعروا نعم الله التي منحنا إياها وهي أكثر من أن تعد وتحصى، ومن ضمنها حكومة متفهمة وإنسانية، وضعت سلامة المواطن والمقيم على هذه الأرض أولوية قصوى جاء ذلك في الكلمة التاريخية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ثم في الخطوات الاحترازية لمنع الاختلاط والتي وصلت رغم قسوتها لمنع الصلوات في المساجد وغيرها من الخطوات العديدة الأخرى دون أن يؤثر ذلك على حياة الناس وأموالهم فمن كان مسافرًا أعادته أو أبقته منعزلاً هناك في أفخم الفنادق لحين انقضاء المدة الزمنية المحددة، ومن كان في الداخل طالبًا أو موظفًا منحته إجازة مدفوعة الأجر وما عليهم إلا خدمة وطنهم بالجلوس في بيوتهم مع أهاليهم، مقابل أن هناك دولاً رأسمالية فرّقت بين الناس فكبار السن دعتهم يلاقون مصيرهم وكأنهم كانوا عالة على المحتمع، بل تركت جل دون مساعدات خصوصًا بعد أن ضاقت المستشفيات بهم فمن يستطع تحمل الفيروس وبكسب جسمه مناعة لمقاومته فأهلاً به مواطنًا قويًّا بعد انقشاع الغمة كما يخططون وشتان بين التوجهين.
الهاء الرابعة
لا تضايق من جلوس البيت وسّع بالك
فيه غيرك مُنيته وأكبر طموحه يُشفى
جلستِك مرتاح في بيتـك وبين عيالك
أفضل مْن اللي جلس في داخل المستشفى