أما بعد
كورونا يشل أرجل اللاعبين حول العالم هذه هي حقيقة الرياضة محليًّا وقاريًّا وعالميًّا، وهذه هي الحقيقة الصادمة التي يعيشها كل محبي كرة القدم، فقط تخيلوا العالم بلا رياضة أو كرة قدم..
كانت ومازالت كرة القدم مصدر متعة لكل سكان الأرض ولا تعرف قيمة الشيء إلا حين يتم فقده، ولكم في الرياضيين خير مثال فالساعات والأيام التي كانت تركض ها هي اليوم بطيئة ومملة.
نعلم أن الأمر أكبر من مجرد تسلية، فصحة البشر أكثر أهمية ولكن واقع الحال يقول إن كورونا علمنا أن لا أهمية للوقت عندنا فما إن توقفت عجلة الكرة حتى بتنا لا نعلم ما يجب أن نعمل.
الفراغ قاتل من دون كرة قدم، إذ لا يوجد ما يمكن أن ننجزه، بل إننا كرياضيين لا نملك الحد الأدنى من الاهتمامات الأخرى والتي من الممكن أن تنقذ ما نحن فيه من ضياع وقت هو في الواقع عمر مهدر.
في تويتر الحديث عن كورونا منطقي من الجميع لأنه حديث ساعة وقلق وخوف على أحبة ولكن في المقابل هل لاحظتم أن الأحاديث الجانبية الأخرى لا شيء سوى مقاطع طبخ ومطاردات هبل.
هذا هو الفراغ الذي أتحدث عنه، إذ لا يوجد في رؤوس الرياضيين إلا أربعة أوعية فارغة تضرب في بعضها لتحدث ضجيجًا أدمنا العيش عليه، فلا صوت يعلو على الأهلي والاتحاد والهلال والنصر.
رياضيًّا كورونا عجز عن تلقيننا درسًا بل أجزم أنه حين نعود إلى ممارسة غوغائيتنا الرياضية سنصم خصومنا بأنهم كورونا القديم الذي يجب أن يتم اجتثاثه والتعصب هو ذلك الكورونا القديم.
وأما اجتماعيًّا وهو الأهم فقد علمنا كورونا أننا أطيب الشعوب وأكثرها نخوة وتكاتفًا وحبًّا لوطننا ولقادتنا حتى إن طغت نعراتنا ونحن نستعرض أمجاد قبائلنا بني هلال ونصر وأهلي واتحاد.
وأما بعد فعلى الرياضيين أن يتأكدوا ألا يغادرهم كورونا قبل أن يتعلموا أن الرياضة تنافس وترفيه وغذاء عقل وبدن لا يجب أن تمزق نسيج مجتمع، ليس أقصى همه البطولة لأن معدنه هو الذهب.
جاري الاتحادي لا تتردد في طرق بابي إن كان لك حاجة وأخي الهلالي والنصراوي أنا قلق جدا على صحتك وأسرتك هذه هي حقيقة، ما يجمعني بكم أبناء وطن، وأما الرياضة جواد سيجد يومًا الرسن.