شرنقة
وطفل وفراشة
يحكى أن هناك “طفل فاضي” يمكث جل وقته في الحديقة المجاورة لمنزلهم الفاخر، ولم يكن يعود للمنزل إلا للنوم أو الأكل أو قضاء الحاجة، ولم يكن والداه يعيران تربيته اهتمامًا كبيرًا، فالأب مشغول بتجارته ورحلاته الطويلة المتعددة والأم سلبت الموضة عقلها، فهي قد اغتنت بعد فقر وحاجة، لذا أصبحت شغوفة بها
حتى أصبحت محل تندر عند جميع
من يعرفها.
في أحد الأيام خرج الطفل من منزله ومع وجبة إفطاره التي أعدتها له العاملة المنزلية الآسيوية وليس لها علاقة بـ “الآسيوية صعبة قوية”، وفي الحديقة جلس القرفصاء بعد تناول الطعام على غير عادته حيث كان نشيطًا يجوب المكان “ذهابًا وإيابًا” ويمارس “اللعب” والجري “حتى إن كان على غير مصلوح”.
وقد صادف أنه شاهد “الفراشة” التي كان “يتابعها” طوال الفترات السابقة ويطاردها من مكان إلى آخر ويستمتع بمنظرها الجميل وهي تطير فتسقط أشعة الشمس على أجنحتها الزاهية الألوان، وحين تقع على أغصان الشجر وأوراقها وأزهارها،
صادف أن الفراشة أيضًا لم تكن بحيويتها المعتادة، ولم تلبث أن غادرت الحديقة حتى استقرت في “شرنقتها”.
ظل الوليد الصغير ينتظر ساعات طويلة في انتظار أن تخرج الفراشة من شرنقتها، ولكنها لم تخرج
بدأت شمس الأصيل تودع بأشعتها الداكنة حمرة الفضاء والفراشة في مخدعها حتى والليل يطغى سدوله بظلام بين الحلكة والسفرة ظل الولد صابرًا خصوصًا أنه يعلم لو بقي لأكثر من يوم خارج المنزل لما تنبه لذلك أحد.
بعد أن شعر بملل عظيم وبخوف أعظم على “الحشرة” الجميلة، قرر أن ينقذها من منزلها الضيق وهو لا يعلم أنه بهذا الفعل يكون “حشري”.
بدأ فعليًا في إخراج الفراشة من الشرنقة وهو يظن كل الظن أنه ينقذها في حين أنه بغبائه العظيم وبسذاجته الأعظم يقتلها من حيث لا يعلم..
خرجت الفراشة مترنحة خائرة القوى وكانت بالكاد تسير وهو ينتظر منها أن تطير كانت في شرنقتها تتزود بالطاقة والوظائف الحيوية للحياة، لكن سذاجة سلبتها فخرت صريعة
وحتى هذه اللحظة لم يدرك “الطفل” حجم الجرم الذي فعله ومازال يظن أن يحسن عملاً.
الهاء الرابعة
احد ربي يحطك له حبيب ولا يجيه غرور
انا ليه التفت للناس وعيونك جماهيري
احبك رغم تجريح الليال لخافقٍ مقهور
اشوف الجرح يكبر وانت تكبر وسط تفكيري