لماذا سقط
مشاهير السوشال؟
مقولة راسخة.. “في الأزمات تظهر معادن الرجال”.. ونضيف عليها بعد أزمة كورونا.. “يسقط مشاهير السوشال ميديا”..
الشهرة المزيفة المبطنة بالأثاث الجميل والسيارات الفارهة والسفرات المتعددة التي يستعرض فيها مشاهير أو مهرجو “التواصل الاجتماعي”، هي ورقة توت سرعان ما تعرّى أصحابها بعد أن أسقطها “كوفيد 19”، وعادوا إلى حقيقتهم، أشخاص تافهون أو جهلة أو حمقى..
المال عندما “ينكب” في أيدي الجهلة والحمقاء ومعه الشهرة فماذا تتوقع منهم؟.. هل سيصبحون علماء أو مفكرين أو على الأقل أشخاص مقنعين؟.. على الإطلاق ففاقد الشيء لا يعطيه.. “باب النجار مخلّع فما بالك لو كان الباب ضائعًا”..
المال والشهرة عندما يجتمعان لدى العاقل المتعلم فلن يغيرا فيه شيئًا فهما لم يكونا سلاحه في مواجهة المجتمع، بل علمه وثقافته ومعرفته وقبل ذلك خلقه.. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنّ من خياركم أحسنكم أخلاقًا»..
أيام المدرسة المتوسطة، تعرفت على زميلين أحدهما بارع في كرة القدم والآخر مشاغب في الفصل يتفقان في الخلق السيئ، الأول لم يكمل دراسته فكان طالبًا بليدًا مشاكسًا تأذى منه الجميع، وقادته الصدفة إلى أحد الأندية وبعد مرور الأعوام بات لاعبًا مشهورًا، وعندما انهمرت عليه الأموال نسي أهله ومعارفه وساء خلقه أكثر.. وأصبح بالكاد يسلم على الذين يعرفهم، فهو يتعامل بفوقية مع الجماهير..
الزميل الثاني، ترك المدرسة بل هي من تركته لكثرة مخالفاته وعدم احترامه المعلمين ورسوبه المتكرر وسوء أخلاقه.. تمر الأعوام فإذا بي أشاهده في إعلان لشركة معروفة، فأمسى من وجهاء المجتمع، وتحتاج إلى الواسطة توصلك إليه، شهرته بنيت على مقطع فيديو في مضمونه السوء، صوره بعدها ذاع صيته..
أنا مع التغيير للأفضل ولكن هؤلاء الاثنين المال والشهرة جعلا منهما شخصين يصعب توجيههما إلى الصواب فيعتقدان بأنهما وصلا إلى منزلة لا يستطيع أحد الوصول إليها وانتقادهما، فكثرت أخطاؤهما وسرعان ما سقطا سويّا..
شخص ماهر في طبخ المندي، وآخر يمثل دور الشاعر المهرج في المجالس، وثالث يرتكب مخالفة أخلاقية، ورابع لسانه بذيء، وخامس يقلّ أدبه، وفتاة تصور أختها تلعب، وأخرى تلتقط صورة لفستان، وثالثة تسلق بيضاً، هؤلاء هم للأسف من يقود المجتمع في السوشال ميديا، هل يعقل أن ينالوا شهرتهم من مقاطع فيديو صوروها فقط من أجل التهريج أو بمحض الصدفة أو الإساءة؟!
هؤلاء لم يسقطوا عندما حلّت أزمة كورونا فهم أساسًا لم يرتقوا إلى مراتب من تعبوا لخدمة المجتمع ورفع راية الوطن عاليًا ولكن لم ينالوا حقهم من الشهرة..
الجهات المختصة كانت حازمة مع هؤلاء الحمقى بعد أن تبيّن للملأ حقيقتهم.. لا نصنع غيرهم مستقبلاً لو سمحتم..