ليلة سقوط
القدوة
حاولت أن أجد تفسيرًا حرفيًّا لمعنى اللاعب القدوة ما هي مواصفاته وكيف تكون تصرفاته؟ وهل الصفات التي يمتلكها اللاعب القدوة مكتسبة من محيطه من أسرته وتربيته أم أنها صفات وراثية تنشأ مع الشخص حتى إن كان من حوله لا يطبقون هذه الصفات أو يمارسونها؟
وجدت أن صفات اللاعب القدوة تختلف من قارة لقارة كل حسب ثقافته ونظرته. ففي بعض القارات لا يهم إن كان اللاعب على علاقة جيدة بوالديه وأسرته أو إن كان ملتزمًا في سلوكه الشخصي، ومثال ذلك البرازيلي رونالدينهو كان يصنف في بلاده وفي بلدان أخرى تحمل نفس الفكر على أنه قدوة لكل اللاعبين النشء، على الرغم أن فضائحه كانت حديث الصحف والبرامج بشكل شبه يومي.
ونفس الحال للاعبين آخرين في أوروبا يتباهون بعلاقات خارج إطار الزوجية وبسهرات وبكل ما هو مرفوض لدينا عرفًا ودينًا، إلا أنهم يصنفون بأنهم قدوات في بلدانهم ويقدمون على هذا الأساس لأن اختلاف الثقافات هو الذي يفرق في التصنيف بين أن يكون هذا اللاعب قدوة أو لا.
في محيطنا العربي وأقصد بالعربي المحافظ الذي لا يزال لم “يتفرنج” مواصفات اللاعب القدوة لا يمكن أن يمتلكها إلا من يستحق أن يكون كذلك، ويبدأ التقييم من علاقته بوالديه بأسرته بمحيطه حتى في مظهره لبسه قصة شعره تعامله كل هذه المعايير تدخل ضمن اختيار اللاعب القدوة في مجتمعاتنا، وأي تصرف خارج هذه المعايير سيخرجك من هذا التصنيف، لذلك فإن اللاعبين الذين يستحقون أن يكونوا قدوات في مجتمعنا المحافظ قلة لأن الاشتراطات صعبة والتقييم أكثر صعوبة.
ما سبق من أسطر كان توطئة لما حدث من لاعبين مهمين في ناديهما، وسبق لهما أن ارتديا شعار المنتخب وهما فواز القرني “الذي أحبه على المستوى الشخصي لحماسه وعفويته”، وزميله عبد الرحمن العبود شاهدت لهما مقطعًا وشاهده الملايين غيري وهما يتحدثان عن المنع المفروض وكيف أن أحدهما كسره وعوقب، والثاني يفسر العقاب بأنه عائد للميول وليس لتطبيق القانون.
في ظل هذه الظروف وهذا الوضع الذي يعيشه كل العالم وفي ظل حاجة كل دولة لصوت أبنائها المؤثرين للتوعية والتنبيه نجد من يقدم الجانب السلبي لنفسه أولًا ومن ثم لمجتمعه، لذلك لا يمكن أن يكون هذا الثنائي قدوة ولا يمكن أن تنطبق عليهما مواصفاتنا المحلية للاعب القدوة، فقد سقطا في اختبار الأوقات الصعبة التي نحتاج فيها للاعبين يؤثرون قولاً وفعلاً.