رجال ونساء
يقاومون انقراض المسحراتي
يتشبث مصطفى، المصري صاحب الـ 60 عامًا، بمهنة المسحراتي الرمضانية، رغم تراجعها في الأعوام الأخيرة، مع اعتماد الصائمين على المنبّهات الحديثة، أو سهرهم أصلًا حتى الفجر أمام القنوات التلفزيونية.
وعادةً ما يرتدي المسحراتي جلبابًا وعمّة، فيما يطرق بقطعةٍ من الجلد أو بعصا على طبلته، مرددًا عبارات مقفّاة، تمزج بين ذكر الله وحث النائمين على الاستيقاظ لتناول طعام السحور.
ولا تقتصر المهنة، المرتبطة بليالي شهر الصوم، على الرجال من أمثال مصطفى، أحد “مسحراتية” القاهرة، إذ تمارسها أيضًا بعض النساء.
ورغم تأخر الوقت، تجوب الحاجة دلال، البالغة 46 عامًا، شوارع إحدى مناطق العاصمة المصرية قبل الفجر، للتنبيه إلى وقت السحور.
ومع انتشار وباء كورونا “كوفيد 19”، ترتدي دلال هذا العام، قفازات يد بيضاء في خطوة احترازية، وتطرق على طبلتها المغطاة بقماش مزركش يشبه زينة رمضان.
ويجتمع أطفالٌ في المناطق الشعبية المصرية حول المسحراتية أثناء تجولهم في الشوارع، ابتهاجًا بالطقس الرمضاني، الذي يعود إلى القرن الثالث الهجري.
وكانت دراسة مصرية حديثة أرجعت ظهور المسحراتي إلى عام 238 هجرية في مصر، في عهد الوالي عنبسة ابن إسحاق.
ولاحظت الدراسة، التي أعدتها الدكتورة شيماء الصعيدي، تراجع دور المهنة الرمضانية، بسبب السهر حتى ساعات الصباح الأولى أمام التلفاز.