الكنافة..
المذاق يخفي خلاف التاريخ
يخفي إجماع الصائمين على حب الكنافة خلافًا حول جذورها، وسط شحٍ وتضاربٍ في المعلومات التاريخية عنها.
ومع حلول شهر رمضان من كل عام، تتناقل وسائل الإعلام العربية المعلومات ذاتها تقريبًا عن نشأة الكنافة، وتُبرِز تعدُّد الروايات حولها، بين قائلٍ بظهورها في الشام في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان، مؤسس الدولة الأموية، وآخرٍ ينسبها إلى عهد سليمان بن عبد الملك، الخليفة الأموي السابع. ويرجعها ثالث إلى دولة الفاطميين في مصر، تحديدًا حقبة المعز لدين الله، رابع خلفاء الدولة الفاطمية في إفريقيا ومؤسس مدينة القاهرة، فيما تربطها رواية رابعة بعصر المماليك في مصر.
واستعرضت صحيفة “اليوم السابع” المصرية، الروايات الأربع، في تقرير قبل أسبوع، عبر موقعها الإلكتروني، عن الحلوى الرمضانية الأبرز. وقبل عامين، كتب موقع “العربية نت” في تقرير عن الكنافة وحلوى القطائف أن “بعض القصص المختلفة صارت تُنسَج حول ابتكارهما، وتاريخهما الذي اختلطت فيه الأصول الغائبة بالروايات المؤلفة والمختلقة”.
لكن مستهلكي الكنافة لا يأبهون بهذا الخلاف. ورغم ارتفاع درجة الحرارة في الرياض، أمس، رصدت “الرياضية” إقبالًا على شراء الكنافة الجاهزة من عددٍ من محلات الحلوى في حي السليمانية.
وأمام محل في الحي متخصص في صناعة الكنافة الناعمة والخشنة، اصطف الزبائن في طابور للحصول على طلباتهم قبل الإفطار. ووفرت إدارة المحل معقماتٍ للأيدي، وباعدت بين المستهلكين، تطبيقًا لتعليمات الوقاية من فيروس كورونا الجديد.