شكرا «رينارد».. شكرا «سعد»
في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم بادرت كثير من الأندية العالمية وبعض اللاعبين والمدربين بتخفيض رواتبهم والإسهام بالتبرعات المادية والعينية لمساعدة بلدانهم لتخطي هذه الجائحة! رغم أن هذه المبادرات بالتبرع أو التخفيض تأتي من قبل الرياضيين أنفسهم وليسوا مجبرين عليها، وكانوا عند الحدث، فهي نابعة من إنسانية واستشعار للمسؤولية وتقدير الظروف الراهنة لمساعدة الجهات الصحية في بلادهم.
محليًا رغم اتفاق الفرق السعودية على تخفيض رواتب اللاعبين إلا أننا وجدنا تجاوبًا ومبادرة مشكورة من قبل مدرب المنتخب السعودي الأول الفرنسي هيرفي رينارد، الذي بادر بإعلان تخفيض راتبه دعمًا لإدارات الصحة في المملكة لمواجهة كورونا، وهذه المبادرة دفعت مدرب المنتخب السعودي الأولمبي الكابتن سعد الشهري الآخر للإعلان عن تخفيض راتبه كواجب وطني في هذه الظروف الحالية.
وكلا المبادرتين الأجنبية والوطنية تأتي تضامنًا وتأكيدًا للحمة مع الاتحاد السعودي لكرة القدم لمواجهة الآثار المترتبة على جائحة كورونا، والتي تأتي ضمن المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية والرياضية وقبلها الوطنية، هم يعلمون أن بلدًا كالمملكة العربية السعودية بإمكاناته الضخمة قادر على إدارة الأزمة بنجاح وليس بحاجة تبرعات أو غيرها، ولكنها لفتة إنسانية طيبة من “المقيم” الذي عاش على هذه الأرض واستفاد من خيراتها وخدماتها والأمن والأمان الذي ينعم به المواطن السعودي والمقيم، وعلى مستوى ابن الوطن الذي رأى فيها واجبًا وطنيًا وأقل ما يقدم لهذا الانتماء والوطن المعطاء وهو أمر إيجابي ونموذج يحتذى به، مع التنويه بقوة جهاز السعودية الصحي، وهو من أفضل الأجهزة الصحية في العالم من حيث الكفاءة والقدرة والتجهيزات والقدرة على إدارة الأزمة بنجاح وتفوق وبشكل سلس جدًا، حتى أنها قدمت المساعدة لبلدان أخرى أجنبية صديقة كفرنسا وسويسرا وغيرها، ودعمها بالكادر الصحي السعودي!
لكنها مجرد لفتة إنسانية جديرة بالذكر والإشادة تنم عن ذوق إنساني وتقدير للظروف الراهنة ورد الجميل والامتنان، وأتمنى أن يحذو حذوهم البقية من مدربي دوري المحترفين، لأن مثل هذه المبالغ الضخمة بإمكانها عمل الكثير لصالح الاتحاد السعودي وتخفيف الأعباء المالية.
العالم بأكمله تأثر من هذه الجائحة التي لا تزال باقية إلى أن يشاء ويأذن الله بزوالها، ويجب أن نقف ونواجه وندعم ونقدّر، ونسأل الله أن يزيل هذه الغمة عن الأمة في هذا الشهر الكريم.
شكرًا رينارد.. شكرًا سعد، أنتم نموذج إيجابي وطني للبقية!