حلقة «المثليّين» ومثالية ناقد رياضي
عندما صرّح أحدهم بأن الفيمتو من مشتقات النفط.. قاطعته، فكان في السابق يصيبني بالنعاس بعد الإفطار الرمضاني، وكان يفترض أن يمدني بالطاقة لو كان المختص كلامه صحيحًا وليس الخمول، جربت مشروبًا آخر ولكن “غفوة الـ10 دقائق” لم تفارقني..
تابعت مسلسل مخرج 7، وفي بداية الحلقة ذهبت في عالم الأحلام السريعة قبل أن أعود على شارة النهاية، أمسكت بجوالي لأطلق عينيّ في “ممشى” تويتر، فإذا بتغريدة لناقد وكاتب رياضي غاضب من الحلقة ويشن هجومًا عليها وعلى القناة وعلى الحارة التي يسكن فيها القصبي والمدرسة التي تخرج منها الحربي، ويطالب بحفظ حقوق المشاهدين، ووجدت تفاعلاً كبيرًا مع ما طرح الناقد والكاتب الرياضي “المثاليّ”..
على الفور، أعدت الحلقة وأنا أحتسي “القهوة العربية” لمحاربة الغفوة، وتابعتها وحدي خشيت من ظهور لقطات خادشة للحياء أو كلام بذيء، على حسب وصف الناقد الرياضي “الفيلسوف”، وبعد مرور الحلقة التي تتحدث عن “المثليّين”، لم أشاهد الوصف الذي ذكره الناقد الرياضي فقلت من الممكن إن يكون لديه علاقة بفريق العمل فأرسلوا له حلقة خاصة عن بقية المشاهدين جعلته ينتقد بهذا الشكل الغريب..
المسلسل كشف عن ظاهرة موجودة لدينا، وعالجها في إطار كوميدي، ولم يؤيدها بل أنكرها في طرحه وانتقدها، وانتهت برسالة وجهها القصبي لأهل “قوس قزح”، وقال: “طز فيهم أعوذ بالله، هذا شيء مقزز، الغلط لازم نقول عنه غلط ولا نسكت عنه، الحياة مليئة بمثل هؤلاء وكل مجتمع يعالج الظواهر بطريقته الخاصة، اليوم أصبحت هذي ثقافة يفرضونها عليك بالقوة ويا ويلك لو رفضت، فعلاً الدنيا صارت بالمقلوب”..
محتوى الحلقة فيه رسالة هادفة تحذرنا من الاستسلام لهؤلاء “المثليّين” وأن ننبذهم بشدة، فلا ديننا ولا أخلاقنا ولا عاداتنا تؤيد ذلك.. ولو تم مناقشة الموضوع في برنامج أو صحيفة ما، لما شاهدنا مثل هذا الهجوم بالعكس تتحول إلى إشادة..
رياضة ركوب الأمواج، يعشقها هذا الكاتب الرياضي ومن هم على خطه.. بحورهم خطيرة لمن لا يعرف الغوص فيها، فعلى الفور سيكونون فريسة سهلة في شباك “المثالية الزائفة” التي يدعونها..
اتفق مع الناقد الرياضي في ما ذهب لو ظهرت لقطة خادشة للحياء أو كلمة بذيئة، لكن هذا لم يحدث..
ختامًا، أحترم الناقد والإعلامي الرياضي الذي يظهر ميوله ولا يخبئه فهو واقعي، ومن السهل التعامل معه، ولكن من يتلّونون على حسب الموجة ويظهرون بالصورة المثالية وهم يدسون السم للمتابعين الذين وثقوا فيهم، هؤلاء كيف نتعامل معهم؟!.. للأسف أعرفهم جيدًا..