عالمية الاختيار
و«منو يا ينا هالحزة»
أحد الأصدقاء عاشق للدراما الكويتية، وفي كل عام خلال شهر رمضان يتابع أكثر من مسلسل، وعندما سألته عن السبب خاصة أنه من العاشقين للسينما العالمية ولا يمكن أن تجذبه الدراما الكويتية المكررة والبعيدة عن الإبداع في كافة الجوانب، فأجابني ببساطة: “بصراحة أضحك على المشاهد المحزنة والمكررة في المسلسلات، هم ما يعرفون يمثلون ويحاولون يخلوني أبكي بس ما عرفوا علشان كذا أتباعهم وأضحك”..
في عالم الدراما والكوميديا لا يكفي إحضار نجم شباك ورميه في بحر المسلسل دون عوامل مساعدة.. فالاسم سيجذب المشاهدين ولكن سرعان ما سيضحون به عندما يكتشفون الضعف في النص أو الإخراج أو الإنتاج..
قبل حلول شهر رمضان من كل عام، تنهمر علينا آلاف الإعلانات لمسلسلات الدراما الكويتية، الكثير منها لا جديد، القصص متشابهة، همهم الاستعراض بالمنازل والسيارات الفارهة والملابس والحقائب، والتباهي بالمكياج وابتسامات “هوليوود، وفي كل عام تقع في حيرة وأنت تشاهد المسلسلات الكويتية وتتساءل هؤلاء الممثلات سبق وأن رأيتهن قبل، وتكتشف أنهن نفس الممثلات ولكن بعد التجديد والتجميل..
المسلسلات الكويتية.. الحبكة الدرامية ضائعة.. الإنتاج ضعيف.. الإخراج مضحك.. والأدهى والأمر أن القائمين عليها يدركون بأنهم استهلكوا والانتقادات تطالهم وسقطوا من حسابات المشاهدين ورغم ذلك مستمرون على النهج ذاته..
ببساطة، الدراما الكويتية التي تطل في هذا العام أيضا من خلال مسلسلات “هيا ويناتها” أو “شغف” أو “الكون في كفة”، وهي أعمال تصنف دراما، أنصحكم بمتابعتها بعين صديقي، ففيها فرصة للضحك على ما يقدمون من تكرار ومشاهد لا تمت للتمثيل أو الدراما بصلة، وأتمنى أن يفاجئني مخرج بمشهد غريب أو غير متوقع، لكن هذا لا يحدث..
تابعت المسلسل المصري “الاختيار” للنجم أمير كرارة وإخراج الشاب ميمي، وهو قصة واقعية، لكن تستمتع وأنت تشاهد هذا النوع من الإخراج العالمي، والتحضير المسبق للعمل، فبطله اضطر إلى خوض تدريبات في سلاح الصاعقة المصرية لمدة أكثر من شهر ليتقن الدور، في الوقت الذي لو سألت ممثلة كويتية عن كيف تدربت على تقمص الشخصية لسألتك: “أي دور تعني؟ فأنا مشاركة في أربع أو خمسة أعمال هذا العام”.. الإجابة تكفي..
“الاختيار” تعيش مع الكاتب في قصة الضابط منسي وتضحياته وزميله المنشق الإرهابي عشماوي، كل حلقة تجذبك لتشاهد الأخرى، الإنتاج لم يبخل في العطاء والإخراج تخطى الوطن العربي ولامس هوليوود، والتمثيل يشعرك بأنه حقيقة، مسلسل يستحق المتابعة..
ختامًا، المشاهد حاليا بات أذكى من السابق كثيرًا، ولا يمكن أن يستغفله صناع الدراما الكويتية، فالعمل الجيد هو من سيبحث عنه، وليس مسلسلات “من ياينا هالحزة”.