الإجراءات الاحترازية..
تجمعنا
“تخيّل رمضان من دون جمعة الأهل والأصدقاء”.. هذا باختصار رد أحد الأصدقاء عندما دار نقاش حول الإجراءات الاحترازية للتصدي لوباء كورونا، وأجبته بعدد من “التخيلات”، التي تحولت إلى حقيقة المغزى، منها إبعادنا عن الإصابة بهذا الفيروس الجاهل والذكي..
قلت له: “من كان يتخيّل أن المساجد من دون مصلين، أو المطارات بلا مسافرين، أو النجاح بغير اختبارات أو الدوري من دون بطل أو أو أو..”.
صديقي ومن على شاكلته هم لم يدركوا بعد أن هذا الوباء لا يعرف صغيرًا أو كبيرًا ولا يفرق بين رمضان أو شوال ولا يهمه مقاعد الدراسة أو المسافرين، ولا يفكر في بطل الشتاء أو المتصدر..
عندما تحين الساعة عند 3:40 مساء بتوقيت السعودية، الأنظار تتجه إلى القنوات الإخبارية لمعرفة مستجدات وباء كورونا والأرقام التي سجلت فيما يخص الإصابات والوفيات والتعافي محليًّا وعالميًّا، وبات هذا الموعد ثابتًا لدى الكثير ويجتمع على الشاشة الأهل لمعرفة ما وصلت إليه نتائج المؤتمر الصحفي اليومي..
بالأمس، الشاشات الإخبارية السعودية والقنوات الأخرى المهتمة نقلت خبر فرض غرامات مالية على التجمعات العائلية ونحوها إلى جانب العمالة، ووضعت ترتيبات جديدة للحد من تفشي الفيروس والسيطرة عليه، الجهات الحكومية ذات العلاقة همّها إبعاد المواطنين والمقيمين من التعرض لخطر الوباء والحفاظ على صحتهم، وبذل الغالي والنفيس من أجل المواطن الغالي، ولكن للأسف أن “الغالي” همّه في التجمع في رمضان والتنقل بين مجالس الأهل والأصدقاء والأحباب، وكأنه يعيش في كوكب وحده لا يعرف الجائحة التي نمرّ بها.. هنا أقول بالطبع بعضهم وليس الكل.. وبحسب تصريحات المسؤولين فإن هناك الكثير من المواطنين والمقيمين الملتزمين بالبقاء في منازلهم ومتبعين للإجراءات الاحترازية..
في زمن كورونا باتت القنوات الإخبارية تحظى بمتابعة أكبر من الأعمال الرمضانية، فالجميع يترقب اللحظة التي يبث فيها خبر انتهاء الأزمة بوجود اللقاح أو السيطرة على الوباء..
وإلى ذلك الوقت علينا جميعًا أن نتحد من أجل القضاء على هذا الفيروس باتباع الإرشادات الصحية، ونتكيف مع الوضع الجديد الطارئ بالبقاء في المنازل، ونتنازل لفترة من الزمن عن العادات والمغريات ونرفع شعار: “الإجراءات الاحترازية.. تجمعنا”.. وسنعود يومًا لنلتقي بعد زوال الغمة وتدور عجلة الحياة من جديد بمشيئة الله سبحانه وتعالى.