2020-05-09 | 00:38 مقالات

الممثل المساعد.. ظلّ البطولة ولا شمسها

مشاركة الخبر      

هوليوود حفظته، واستديوهاتها تبتهج عندما يدخلها، أفلامه تتصدر الإيرادات، من ينسى الحرامي عاشق الأكل في “عصابة أوشن” أو العجوز الذي يصغر في “بنجامين”، أو ثنائيته الشهيرة مع أنجلينا جولي في الخيال والحقيقة.. على مدار أكثر من 35 عامًا، تمكن براد بيت من الأضواء التي لا تفارقه وجيوب منتجي أفلامه امتلأت من المكاسب.
ولكن كل هذا لم يقنع أعضاء لجنة الأوسكار في منحه الجائزة التي كان يشاهدها تذهب في الحفلات تارة لمن يجلس على يساره وأخرى على يمينه.
في العام الحالي 2020 رضي بيت بأن يكون ممثلاً مساعدًا للنجم العالمي ليوناردو دا فينشي في فيلمه
“once upon a time in hollywood”، في خطوة استغربها النقاد، فكيف ببطل أن يرضى بأن يكون مساعدا، وبعد الانتهاء من الفيلم فاز براد بيت بلقب الأوسكار عن أفضل ممثل مساعد كأول مرة في مسيرته.
على مدار التاريخ، الممثل المساعد حضوره يكون من أجل إنجاح البطل والعمل، لذا يحرص على اختيار الأبرز، وفي أعمال عدة يتفوق الممثل المساعد على نجم الشباك لكن صوته مبحوح فلا يسمّع إلا فئة قليلة من المتابعين.
الراحل توفيق الدقن صاحب المقولة الشهيرة “أحلى من الشرف مافيش”، كان ممثلاً مساعدًا في كافة أعماله، لكن بموهبته تخطى أبطالاً قدموا عليه في الأفلام والمسلسلات وقس على ذلك محمود المليجي وعادل أدهم والكثير، ولا أنسى الراحل سعيد صالح أشهر الممثلين المساعدين الذي شكل ثنائيًّا لا يقهر مع رفيق دربه عادل إمام وقدما عشرات الأفلام حتى استثمرا هذه العلاقة بإطلاق فيلم يرمز لها “سلام يا صاحبي”، ونجح سعيد ممثلاً مساعدًا ولكن عندما أراد ان يذوق طعم البطولة المطلقة أذاقه الجمهور لذة الخسارة.. وفشلت أفلامه ومسرحياته.. قالب المساعد لم يفارقه.. رغم أن بعضهم يرى أنه أفضل من الزعيم.
أثناء مشاهدتي لبعض أعمال رمضان هذا العام، تألق الكثير من الممثلين المساعدين، منهم أحمد زاهر في مسلسل البرنس، ومن يستطيع أن يخطف الأنظار من محمد رمضان؟! ولكنه فعل، وفي مخرج 7، الممثلة السعودية إلهام علي اسمها جاء في “التتر” بعد أربعة أو خمسة أسماء ممثلين وممثلات، لكن موهبتها جعلتها الاسم الأول في أعين المتابعين.. الدراما الكويتية تابعت قليلاً منها، طبعًا أبطال المسلسلات لم ينجحوا وكذلك المساعدون والمنتجون والمخرجون والمصورون وأيضًا المشاهدون..
الممثلون الذين يقفون خلف الأبطال، هم في حيرة، فيخشون تجربة البطولة المطلقة التي قد تحرقهم شمسها أو الاستمرار في ظل البطل ويحققون مكاسب محدودة لكنها مضمونة، لذا يفضّل الكثير منهم الخيار الأخير..