غلّ على
الأسطورة
عشرات وإن لم يكن مئات من خبراء كرة القدم المحلية والمتابعون لها يتفقون على بعض الآراء التي تعتبر من المسلمات، وهي أن منطقتي الأحساء وجازان تعتبران منجم مواهب لم تستثمرا حتى الآن بالشكل الملائم، وأنه ولأن كرة القدم لعبة البسطاء وأن أبناء المناطق الفقيرة أشد حصرًا على الاستمرار في استثمار مواهبهم سواء في هاتين المنطقتين أو غيرها من مناطق المعمورة.
ورغم أن هذا الرأي رياضي بحت وقد قاله العديد إلا أنه تحوّل لجريمة لا تغتفر لمجرد أن صاحب هذا القول هو أسطورة الكرة السعودية سامي الجابر، ولو أن منتقديه اهتموا بالرأي الرياضي فلا ضير في ذلك وهذا حق من حقوقهم، إلا أن ما شاهدناه هو حرب شعواء ذهبت بالأمور لمناطق خطرة جدًّا لا علاقة لها بكرة القدم ولا بفروسية المنافسة ولا بأدب الاختلاف.
وقد استخدمت فيها أساليب شرسة وعبارات نابية، وأظهرت أمراض قلوب من غل وحقد غريبين لا يليقان بالشهر الفضيل ولا بطبيعة الخلاف،
مع إنه عند الأسوياء اختلاف.
وعندما أصنف دوافعهم بأنها نتيجة غلّ دفين وحقد راسخ فليس في ذلك تجن عليهم ولا مبالغة في وصف حالهم، فليس من المعقول أن يشن بعضهم هذه الحملة المنظمة الني ذرفت فيها دموع تماسيح وهم سبق وطرحوا نفس الرأي وبعبارات قد تكون أقسى، ثم إن القيم والمبادئ لا تتجزأ، وهم الذين جعلوها ممزقة كل ممزق حين يصمتون عن آراء سابقة لأسماء أخرى رأت وقالت نفس ما رأى سامي وقال، وبالتالي فإن غضبهم لم يكن من القول بل من القائل، وهو الذي أصابهم في مقتل وحاولوا صرف الأنظار عن مصطلح السنة الضوئية والبون الشاسع الذي يفرق بين كبير القارة وعملاقها وزعيم الكرة السعودية ورابع العالم برابع أو خامس الأندية المحلية.
الهاء الرابعة
يا مادحَ الحقدِ محتالاً له شَبهاً
لقد سلكتَ إليه مسلكاً وَعِثا
لن يَقْلِبَ العيب زَيْناً من يُزَيِّنُهُ
حتى يَرُدَّ كبيراً عاتياً حدثا