ثقافة اللاعبين.. أزمة
الثقافة لها تعريفات عدة، لكن يتفق الجميع بأنها تجعل من مالكها شخصًا متزّنًا في قراراته وردود فعله، فتبنى على رؤية واضحة، فهي من تجعّل فكّره يشع نورًا، ويرى الطرق الوعرة.. معبدة.. فالثقافة تجعل من الإنسان القدرة على التفاعل مع متغيرات الحياة ومجرياتها بشكل مميز، فالمعرفة التي اكتسبها تتحول إلى سلوك في نمط شخصيته..
“السوشال ميديا” اختصرت مسافات في تقييم ثقافة الأشخاص من الذين تم تنصيبهم أعلامًا في مجالات مختلفة، يكفي أن تتابع محتوى أحدهم لتتعرف عليه دون أن تواجهه..
في أزمة كورونا، انكشف الحال لدى الكثير من المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، وهنا لا أقصد المهرجين في تلك الوسائل الذين لا يشكلون ثقلاً، فمحتواهم لا يستحق أن يتم مناقشته أو التطرق إليه، وهنا أقول بعضهم، ولكن ما أعنيه هم بعض المشاهير من اللاعبين الذين أرأف لحالهم..
الجائحة تستنفر كل الجهود، وحكومة خادم الحرمين الشريفين، تبذل الغالي والنفيس للفصل بيننا وبين الفيروس المستجد، وحالات الإصابات في تزايد والحالات الحرجة ترتفع، والإجراءات الاحترازية في أوجها، ويأتي لاعب دولي سابق له مكانته وتاريخه الحافل ويكتب تغريدة إعادة تصريح لمصدر في وزارة الداخلية، عن قرار إعادة تشديد الاحترازات في جدة ويقول: “مع هذا الكلام والبيانات، ولا أستبعد استكمال الدوري، تعودنا الهلال فوق كل شيء حتى لو كانت حياة أو موت”.
ليس وحده من اللاعبين من خرج عن المسار، فالكثير منهم سابقين وحاليين برهنوا على ضحالة تفكيرهم وثقافتهم المعدومة وعدم إدراكهم حجم المسؤولية وقصر بصيرتهم..
المتتبع لمسيرة الكثير من لاعبي كرة القدم يجد بأنهم من الفاشلين دراسيًّا ولكن نجحوا في اللعبة الجماهيرية، بعكس الممثلين والفنانين وبقية المنتمين إلى حقول الشهرة التي ربطوها بالثقافة والمعرفة ما انعكس على محتواهم وردود فعلهم، وفكرهم..
لاعب كرة القدم تتمنى أن تشاهده فقط في الملعب وتتحمل أخطاءه هناك فيزهر في المستطيل الأخضر ولكن سرعان ما يذبل عندما يبتعد عنه، المتتبع لهؤلاء اللاعبين وهنا لا أعمم بل الغالبية منهم، ترأف بحالهم عندما تواجههم..
اللاعبون العالميون، يبحثون عن تطوير قدراتهم بطرق مختلفة ويلحقون بالمجتمع من خلال الاطلاع والعلم فهم يدركون بأنهم لن يكون حديثهم مع الناس من خلال أقدامهم بل بألسنتهم وفكرهم..
الملايين من الريالات والمعجبين لن يكونا المتحدث الرسمي للاعب، بل فكره واطلاعه وتطوير ذاته ليكون عنصرًا مهمًّا في المجتمع، ولا يستمر في فشله الدراسي بعد أن غادر مقاعد التعلم منذ سنوات..