21 يونيو..
يوم للتاريخ
لن يذكر السعوديون والسعوديات بأن 21 حزيران يونيو، هو يوم الانقلاب الصيفي في نصف الكرة الأرضية الشمالي، والانقلاب الشتوي في نصف الكرة الجنوبي، ولن يذكر عاشقو العندليب الأسمر منهم بأنه يوم ولادته، أو المغرمون في سندريلا الشاشة العربية يوم رحيلها، أو المهتمون بأخبار المشاهير بأنه يوم أنجبت فاتنة الجمال ديانا ابنها الأمير ويليام، ولن يبالي أهل الشعر والأدب منهم بذكر أنه في مثل هذا اليوم غادر الدنيا شاعر النيل حافظ إبراهيم..
كلنا جميعًا في السعودية سنذكر بأنه هذا اليوم، ففيه استعدنا حياتنا الطبيعية بعد أن أسرنا فيروس كورونا 90 يومًا، رهائن في منازلنا، ونجحت القيادة الرشيدة في فرض إجراءات احترازية لتجنيبنا الإصابة بالعدوى، فكان المنع.. الذي ينتهي يوم غد الأحد..
الأيام في الحجر المنزلي مرت متشابهة.. لكنها مرت رغم اختلافها في شعبان ورمضان والعيد والصيف والإجازة.. وكأن قصيدة الأمير محمد العبد الله الفيصل التي تغنى بها طلال مداح رحمهما الله كتبت لنا ووصفت حال أيامنا.. “مرت ولا حتى تلتفت.. مرت وعن عيني اختفت مرت.. ما كنها في يوم ضحكت لي.. ولا كنها في يوم عرفتني.. الله يا مبدل الأحوال”..
نعم ما أشبه اليوم بالبارحة وقبلها وقبلها... ولكنه لن يكون مشابهًا ليوم غد.. حياتنا سنستعيدها من الفيروس القاتل في المقابل لن يسلمنا إياها بسهولة، فلم يرمِ بدرعه في شارع “التحلية” أو قوسه في “كورنيش الخبر”، فكل همه أن يصافحنا ليطول بقاؤه المزعج بيننا..
90 يومًا، كانت أشبه بدخولنا في دورة عنوانها “الثقافة الصحية” تعلمنا كيفية مواجهة فيروس كورونا وكل عائلته.. نعم كنّا مهملين ومتساهلين في الإجراءات الاحترازية في السابق..
“أم” تخشى على “ابنها” الصغير المصاب بالحمى أن يفوته درس الإنجليزي فتجبره على الذهاب إلى المدرسة فيصيب الفصل كاملاً بالعدوى،.. وموظف يسعل في المكتب والفاصل مع زملائه “بارتشن”، فيطلب الاستئذان، ليقول له مديره: “الرجاجيل ما تطرحهم إنفلونزا، كلها كم ساعة ونطلع”، في اليوم الثاني المدير يطلب إجازة مرضية.. أصيب بالعدوى.. تلك مواقف مرت عليّ شخصيًّا.. وغيرها الملايين..
العودة إلى الحياة الطبيعية يجب أن تكون بحذر مغلف بالتفاؤل والابتسامة من خلف الكمامة، لتقوية الجهاز المناعي، ولكن لا نلغي التدابير الوقائية، فلا يزال الجنرال كوفيد 19 في قوته ولم يضعف.. حرًّا طليقًا، ونحن سنتحرر من منازلنا.. ولكن اللقاح لا يزال أسيرًا في المختبرات.. لنعود بحذر..