2020-06-20 | 23:20 مقالات

الوصف: فنان المهنة: «داشر»

مشاركة الخبر      

احترف الفن.. موهبته مصدر رزقه.. وظيفته طربه.. مشاريع صغيرة زادت من دخله.. قرر إكمال نصف دينه.. ذهب إلى الخطبة.. ولي أمر البنت عن الوظيفة يسأله.. المطرب العاشق يرد بأن فنه وظيفته.. انتهت قصة زواجه بمسك مقبض باب منزل خطيبته.. وغادر والحزن يملؤه..
أشقاء الفتاة يسألون والدهم سبب الرفض فيجيبهم: “هذا مطرب يعني حتى ما عنده وظيفة أو بطاقة عمل، ويمكن داج وداشر”.. لن أجتهد في البحث عن معنى الكلمتين، وحتى “جوجل” سيتوه في دلالتها.. من ليس لديه وظيفة في السابق لا يسمى عاطلاً، بل “صايع أو ضايع”.. “القديمون “كانوا قاسين في الحكم على الأشخاص فكانت الوظيفة الرسمية أهم شيء..
في زمن ولّى، لم يكن المطرب يحظى بالود من قبل الكثير من العائلات في مجتمعنا، كان لتأثير الصحوة قوته، فصنفوا بأنهم ممن يرتكبون المحرمات، ووجب نبذهم رغم أنهم يمارسون مواهبهم وهواياتهم تحت مظلة الدولة..
في أحد الحوارات مع صديق عاشق لأحد المطربين ألصق صورته حتى في مكينة سيارته، وعندما سألته عن رأيه في حال تقدم لخطبة أخته، كشر عن أنيابه الصفراء وقال بالفم المليان: “الزم حدودك”..
لم يكن لدينا في السابق نقابات رسمية تدافع عن المطربين أو تحفظ حقوقهم وتقدمهم للمجتمع بصورة جيدة، وتبرز ما يقدمونه بأنه يدرج تحت بند الوظيفة..
هناك الطبيب والمهندس والضابط والمعلم والمعقب، كل منهم يصنّف بحسب وظيفته، إلا المطرب فكان في السابق يصنّف بأنه “متسبب”، أي أنه ليس لديه وظيفة مصنّفة، أو رجل أعمال، أو أي مسمى آخر..
سعدنا كثيرًا بالخطوة غير المسبوقة لوزارة الثقافة، فلقد زف وزيرها الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، خبرًا أنهى معاناة سنوات، للفنانين السعوديين، تمنح الناشطين والناشطات في الصناعة الثقافية صفة اعتبارية لدى المجتمع والمؤسسات الحكومية والأهلية، وجاء هذا الإدراج بطلب من وزارة الثقافة لوزارة الموارد البشرية، وتم الرفع بقائمة تضم الكثير من المهن الثقافية التي لم تنل اعترافاً في السابق، وقد تم تحديد هذه المهن بعد دراسة واقع الصناعة الثقافية السعودية كما جاء في الخبر.
ندرك بأن حصول الموهوبين في مجالات ثقافية عدة على صفة مهنية رسمية سيدعمهم في عملهم وإنتاجهم، ويرفع من وتيرة الاحتراف، ولن يكون إلا بالتفرغ واحترام مهنهم بالتصنيف، وننتظر من الوزارة أن يكون هناك تصنيف مماثل للمطربين في المراحل المقبلة من المشروع الثقافي الكبير..