الاختلاف..
رحمة أم نكبة؟!
الاختلاف في الدين.. رحمة، وفي العلم.. معرفة، وفي الطبخ.. لذة، ولكن ماذا يسمى إن كان في الطب.. وجهات نظر عدة نكونها من ملايين الاختلافات من العلماء والمفكرين والمختصين في مجالات عدة ولكن إذا وقع الاختلاف في المسائل الطبية هنا نتوقف.. فصحة الإنسان لا تعوض وحياته لا مجال للاختلاف حولها أو عليها.
نتفق أو نختلف مع عالم في أمور الدين يتحدث عن حرمة سماع الأغاني أو جوازها، وكذلك، نسمح باختلاف “شريطية السيارات” حول الأفضل الأودي أو الجاكور، وقد يختلف الطهاة على لذة “مضغوط الحاشي” أو الدجاج، وكمية البهارات في الأكل ونحن من يجرّب عليهم. ومصممو الأثاث يدخلونك في عالم من الاختلافات يجعلونك في النهاية تتجه إلى مشورة أصدقائك فيحولون منزلك إلى كهف.
كل تلك الاختلافات مقبولة، وتندرج تحت بند “بأنها لا تفسد للود قضية”.. ولكن إذا كانت قضيتنا التي أشغلت العالم وشلّته، وهي جائحة كورونا، كيف سنتصرف مع كمية الاختلافات هنا التي تصلنا من وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وينقلها المختصون في المختبرات والأطباء.
الطبيب الفرنسي ديدييه راوول الذي يرأس مصلحة الأمراض المعدية في مستشفى مارسیلیا يعلن أن فيروس كورونا قارب من الرحيل، مستبعدًا ظهور موجات ثانية للوباء، مشيرًا في دراسات قدمها إلى أن الفيروس يتراجع بشكل ملحوظ عالميًا، متوقعًا ألا تسجل إصابات جديدة بالعدد ذاته، مبشرًا بأن الأزمة ستصبح في طيّ النسيان. يبدو أن تصريح الطبيب الفرنسي الخبير استفز منظمة الصحة العالمية فحذّرت من موجة ثانية أكثر شراسة وأن الفيروس المستجد قد يدخل في بطاقة العائلة ولن يغادرنا. علمًا بأن منظمة الصحة لم تبث خبرًا مبهجًا أو يبعث الأمل منذ انطلاقة الأزمة في مارس الماضي.
الطبيب الأمريكي أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، يتحدث لصحيفة التليجراف البريطانية، ويقول بأن الفيروس سيلعب معنا مباراة ذهاب وإياب، وعلينا أن نستعد لمواجهته من جديد، لكنه خالف المنظمة “العبوسة” في نهاية الوباء، مبينًا أن المباراة ستنتهي بعد ما يقارب من العام. تلك الاختلافات حول مصير كورونا، حيّرت الفيروس نفسه فلم يعد يعرف كيف يتصرف ومن الممكن أن يساء فهمه، ولو كانت له القدرة على الحديث لكشف عن كل خصائصه وارتاح من سيل التهم والاختلافات حوله.
لقاح كورونا، ما هو إلا اسم حتى الآن ولم يتبدل إلى فعل، وحتى تلك اللحظة نتمنى من المختصين في وزارة الصحة السعودية أن يقدموا دراسات علمية بعيدة عن التأويل والاختلاف، فلا نبحث عن التطمين بل الحقيقية.