حاطب
ليل
مع بوادر عودة الحياة للملاعب ووداع فترة التدريبات المنزلية التي استمرت لأشهر، نعود لفتح الملف القديم الجديد حول اللاعبين الأجانب في الأندية وتأثيرهم من عدمه.
في السنوات الثلاث الماضية فتح أمام الأندية كنز، وكل نادٍ يستفيد منه بطريقته وحسب خبرته وحسب ما يناسبه.
رفع عدد اللاعبين المحترفين إلى ثمانية، ودفع قيمة عقودهم من قبل “هيئة الرياضة” سابقًا أثناء تولي معالي المستشار تركي آل الشيخ رئاسة الهيئة كانا فرصة عظيمة لتغيير معادلة التنافس، كون الفوارق الفنية بين الفرق ستختفي بنسبة 70 % على الأقل إن أحسن النادي اختيار محترفيه وفق احتياجه. إلا أن الصدمة كانت كبيرة ولم ينجح في الاختيار واتخاذ القرار إلا ثلاثة أندية تقريبًا. النصر أولاً كون لاعبوه الثمانية مؤثرين وأساسيين، والهلال كذلك بنسبة أقل، والتعاون الذي خطف لقبًا كبيرًا وغاليًا لم يكن ليحققه لولا حسن اختياره للاعبيه المحترفين.
فيما كان الاتحاد الأكثر فشلاً في استثمار المرحلة الذهبية، وكان يغير من استقطبهم في الصيفية بآخرين في الشتوية، ولهذا لم يستفد لا فنيًّا ولا نتائجيًّا ولم يسلم من تراكم الديون.
وكانت بقية الأندية الأخرى أشبه بـ”حاطب الليل”، الذي يجمع في الظلام ما يضع يده عليه دون معرفة فائدته.
هذه الأندية هي التي دفعت سابقًا وتدفع الآن فاتورة عشوائية حاطب الليل، فهي لم تستفد ولم تسلم من الخسارة.
لهذا فإن الفرصة التاريخية التي منحت للأندية قبل ثلاث سنوات لن تتكرر، وكان بإمكان أندية مثل الأهلي والاتحاد والشباب والاتفاق أن تكون أفضل بكثير مما هي فيه الآن لو أنها لم تمنح حرية الاختيار لحاطب ليل “قش” ما وجده في طريقه ليفاجأ صباحًا أن ما جمعه ليلاً لن يوقد ناره صيفيًّا ولم يحميه من البرد شتاءً.
فواصل
رغم كل الأخبار التي تنتشر عن إمكانية عدم استكمال الدوري وبدء العودة في أغسطس بدوري جديد إلا أن ما ألمسه من عمل وتجهيزات من قبل الاتحاد السعودي يؤكد أن الدوري سيستكمل وبعيدًا عن حرارة الجو وقتها، وبعض المعوقات الأخرى المتعلقة بالحكام الأجانب وتقنية الـVAR وعودة اللاعبين المحترفين وجاهزيتهم. إلا أن العمل الذي يقوم به اتحاد القدم أوجد حلولاً لكل المعوقات، وسنشهد ثماني جولات حاسمة صعودًا وهبوطًا وتتويجًا.