حب الوطن..
فعلا وليس قولا
بعض رجال الأعمال السعوديين يدافعون عن الوطن بكل ما أوتوا من قوة، ويعشقون ترابه، قبل أخضره، مشاعرهم جيّاشة تجاهه، ولكن استثماراتهم السياحية خارجه.. سلسلة فنادق في دولة خليجية، ومدينة ألعاب في دولة عربية، ومنتجع سياحي في القارة الأوروبية، وفي السعودية دشّنوا شققًا مفروشة، ومحل “بقالة” كانت بداياتهم في خط الاستثمار السياحي الذي تحوّل دوليًّا دون عودة..
السعودية لديها مقومات سياحية جذّابة الأبرز في المنطقة، طبيعة مختلفة، وجغرافيا متنوعة وتاريخ طويل، ومعالم خالدة، لكنها لم تستثمر سابقًا، قبل أن يتبدل الحال.. على سبيل المثال محافظة العلا أضحت وجهة سياحية أبهرت العالم، وقبلها كوّنت معالمها علاقة وطيدة مع الغبار سنوات طويلة.. قبل أن تنفضه وتستقبل السيّاح من كل القارات.
13 منطقة في السعودية ومئات المدن وآلاف المحافظات، وملايين القرى، كل واحدة منها لها خصائصها لكنها جامدة، ماذا لو استثمرت سياحيًّا؟، كيف سيكون مردود ذلك ماديًّا ومعنويًّا؟، الدولة أولت اهتمامًا كبيرًا بهذا القطاع وتحويله إلى وزارة ما هو إلا استشعار بأهميته لجعله رافدًا مهمًا في الناتج المحلي، ولكن الأمر يحتاج إلى وقفة صادقة من قبل رجال الأعمال السعوديين.
حضرت المؤتمر الصحافي “عن بعد” لمعالي وزير السياحة رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة، الأستاذ أحمد الخطيب لإطلاق موسم صيف السعودية “تنفس”، اللقاء كان مليئًا بالطموح والآمال والعمل للنهوض بالسياحة وتحقيق تطلعات القطاع المتناغمة مع طموحات رؤية المملكة، في تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات، وزيادة مصادر الدخل، وتوفير فرص العمل للمواطنين.
دول عدة تعتمد في اقتصاداتها على السياحة، فالقطاع على مستوى العالم يبلغ حجمه 8 تريليونات دولار، والتوقعات تشير إلى نموه بنسبة 44 % في الأعوام العشرة المقبلة، بحسب البنك الدولي، هنا يبرز السؤال.. ما نصيبنا من هذه المبالغ التي يصعب حصرها؟.
المالديف.. نصف اقتصادها على السياحة، ولماذا نذهب إلى البلد المليء بـ”البرص” فالقارة العجوز، تستند على عكاز “سياحي”، في المشي، ولنا في مصر مثالاً عربيًّا.
“السياحة” أطلقت قرارات عدة أسهمت في دعم القطاع.. وجعله بيئة خصبة لرجال الأعمال السعوديين الذين سيحققون من خلال الاستثمار في بلادهم أرباحًا معنوية ومادية إذا ما علمنا بأن السعوديين هم بين الأكثر سفرًا بين شعوب العالم، ولو وجدوا المقومات السياحية والفنادق بنجومها والمنتجعات سينسون طريق المطارات.. درس كورونا برهن للعالم بأن السعودية ملاذ آمن..
رؤوس الأموال للتجار السعوديين لا تكون فقط في قطاعي التجزئة والصناعة وغيرها وعندما تأتي السياحة يذهبون بها خارجًا.. وطننا أولى بالاستثمار فيه ويكون حبنا له قولاً وفعلاً.