2020-06-27 | 23:00 مقالات

التعايش مع الصحوة ومخالطة الفاسدين

مشاركة الخبر      

في أزمة كورونا لم نتعرف فقط على فيروس كبّل أيدينا وهي متحررة، وشلّ أقدامنا رغم أنها متحركة، بل معه استوعبنا مفاهيم جديدة في الحياة، ليس المجال لذكرها، فكل شخص تعرف عليها بنفسه، ولكن هناك كلمات جديدة دخلت في معجم يومياتنا، منها المخالطة والتعايش، فبتنا نرددها كثيرًا وقبل الجائحة كنّا نمارسها ولكن لا ننطق بها..
خالطنا زمن الصحوة أربعين عامًا وتعايشنا مع الوضع، ونقلت العدوى إلى الكثير منّا، ولك أن تقيس المآسي التي خلفتها تلك الأيام فلم يوجد لقاح، لحين جاء زمن الحزم والعزم وقضى على زمرة أهل الصحوة.. واستعدنا حياتنا الطبيعية..
خالطنا الفاسدين سنوات طويلة، وتعايشنا مع الوضع.. مشاريع متعثرة.. أموال عامة مهدرة.. لحين جاء زمن الضرب بيد من حديد على هامات الفاسدين فعادت الأمور إلى نصابها..
خالطنا المرأة المغلوب على أمرها، وتعايشنا مع وضعها الصعب وحرمانها من حقوق عدة بسبب تقاليد غريبة تحوّلت إلى أنظمة، قبل أن يكتشف لقاح في عصر الحزم والعزم، فأضحت المرأة السعودية نفاخر بها وبمنجزاتها بعد أن امتدت لها يد الإنصاف.. وكفّت يد الإجحاف..
خالطنا المتهورين في قيادة السيارات عقودًا.. أرواح زهقت.. عوائل يتّمت.. وفي المستشفيات ضحايا رميت.. تعايشنا مع الوضع لحين جاء زمن “ساهر” وبعده قوانين صارمة حفظت الإنسان، وأدّبت القائد “الشيطان”..
خالطنا ما يسمون المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي، وتعايشنا مع “الغث” الذي يبثونه في جوالاتنا لحين كرهنا التطور التقني وتمنينا أن نعود لزمن “البيجر”، ولكن بهمة الرجال وعزيمتهم تم التعامل معهم بحزم فاختفى الكثير منهم..
خالطنا المناهج الدراسية السابقة التي لم تكن تواكب التطور أو تصب في مصلحة الطلبة ولنقل الكثير منها، وتعايشنا مع الوضع سنوات عديدة، وتخرجنا من المدارس ونحن لا نعلم ماذا تعلمنا لحين جاء زمن التغيير والتطوير فتبدلت المناهج الدراسية إلى الأفضل، وأصبح طالب الابتدائي في هذا الزمن يفوق ما كان يتعلمه نظيره في المرحلة الثانوية في تلك الحقبة..
خالطنا الصحافيين الرياضيين ممن يكذبون على الجماهير بإخفاء ميولهم، وبثّوا سموم التعصّب والكراهية، وتعايشنا مع الوضع سنوات طويلة قبل أن يخرج لقاح الأنظمة الصارمة ويردعهم..
نحن الآن في زمن كورونا نخالط ونتعايش مع الوضع لحين يأتي لقاح طبي، ولكن علينا ألا نغفل المئات من المخالطات والمعايشة السابقة في أمور مختلفة كانت تجرّنا إلى الوراء لحين جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، فكانت النقلات الكبرى والتطور المذهل في بلادنا في كافة المجالات..