2020-06-30 | 23:53 مقالات

احترافية السينما و«ملحق أبو فهد»

مشاركة الخبر      

كلمة “تذكرة” ترسم على ملامح الكثير من السعوديين ابتسامة عريضة، فتذاكر الطيران، منذ أن كانت أشبه بدفتر الشيكات والويل لمن يضيع النسخة الحمراء.. محببة، وتأتي تذكرة “السينما” ثانيًا في الأهمية بغض النظر أن الهدف من حضور الفيلم لدى بعضهم هو أكل الفشار..
في السنوات الأخيرة، أمست بلادنا جاذبة.. انخفض معدل الطلب على التذاكر الخارجية.. اتسعت رقعة الترفيه منها صالات السينما فأضحت أكثر من صالات الأفراح، فكلمة تذكرة لم تعد مغرية في الطيران ولكنها فعّالة في الدور المظلمة..
هناك تركيز على التوسع في صالات السينما في السعودية، فالهدف بحسب هيئة الإعلام المرئي والمسموع الوصول إلى 80 دار عرض مع نهاية عام 2020. ندرك أن زمن كورونا لم يضرب علميّ الكيمياء والأحياء بل حتى الجبر..
السعوديون عاشقون للفن السابع قبل أن تفتح الدور على بعد أمتار من منازلهم. ولكن المضحك المبكي أن بعض دور العرض تستخف بذائقة هؤلاء العاشقين، فمثلاً مع افتتاح صالة سينما صحارى مول في الرياض هل يعقل أن يتم عرض أفلام صدرت منذ أكثر من عامين؟!..
المهمة المستحيلة في الجزء السادس خرج للملأ في 26 يوليو 2018، ولا يزال يعرض في سينما فوكس السعودية، رغم أن توم كروز الذي اعتاد على إطلاق السلسلة كل أربعة أعوام في صدد عرض الجزء السابع العام المقبل، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل أفلام عدة تعرض في تلك الدور رغم أنها موجودة في منصات التلفزيون الرقمية.. هل يعقل أن يقدم طعام “بائت” في مناسبة كبيرة؟!..
تذكرت أحد الأصدقاء عندما دعوته لحضور فيلم في إحدى الصالات شمال الرياض فرد بأنه ذاهب إلى “ملحق” صديقنا “أبو فهد” لمشاهدة الفيلم ذاته، فلديه منصة رقمية تبثه، فحاولت أن أغريه بالفشار من أجل الذهاب.. فوافق..
ما نعرفه عن السينما هو أن الافلام المعروضة لا يمكن أن تكون إلا على شاشاتها، فلا يجرؤ شخص على بثها إلا إذا خرجت من الصالة، ولكن هذا لا يحدث من بعض مشغلي السينما في السعودية، وبنظرة بسيطة على سينما دبي لم أجد أفلامًا قديمة معروضة..
هذه الخطوة لو أقدمت عليها شركة كاليفورنيا العربية للزيت القياسي التي حظيت بشرف أول من أدخل العروض السينمائية إلى السعودية في الثلاثينيات الميلادية فلن نلومها، كون أنه لم يكن هناك خيارات أخرى ولا فشار أيضًا، ولكن في الوقت الراهن الأمر غير مقبول، ويجب على هيئة الإعلام المرئي والمسموع بألا تسمح بعرض أفلام صدرت منذ مدة بعيدة وتكون الشاشة أكثر احترافية مثل الصالة.