فهد المولد
«ما يعرف يلعب»
في المدرسة أو الحارة أو في براعم الأندية، هناك أشخاص يفقهون في كل أمور الحياة عدا كرة القدم، فيمنحون الصغار المراكز بحسب الشكل أو الصفة قبل أن يدخلوا الملعب، فتصنيف طويل القامة “حارس المرمى” والقوي هو المدافع والسريع يوجهونه إلى “الجناح”، والقصير لا يقبلون به، نحمد الله بأن مارادونا وميسي لم يقبلا عليهما وإلا لكانا يقفان على عربة بيع بطاطا في بيونس أيرس حاليًا..
هؤلاء الموجهون “الفلتات” الذين ابتليت بهم كرة القدم السعودية وابتلينا بمخرجاتهم فيما بعد، لو وجهوا اللاعب الطويل إلى كرة السلة لكان لدينا NBA مصغر بدلاً من الإخفاقات في اللعبة، ولو حوّل القوي إلى المصارعة لخرج لنا “أندرتيكر” سعودي، ولو طلبوا من السريع أن يخطو خطوة إلى ما وراء الملعب ويركض على المضمار لشاهدنا “بولت” جديدًا في القوى السعودية وتخطينا إنجاز فضية صوعان..
للأسف بعد أن كبروا واستمروا في الأندية بفعل فاعل، خرج لنا الحارس “الفرع” فغصت به كراسي الاحتياط، ولم ينجح سوى محمد الدعيع رغم أخطائه، والمدافعون الأقوياء أضحوا “أضحوكة” وصنع من بعضهم نجوم لأنهم سجلوا هدفًا في الخصم ولكنهم تسببوا في العشرات على مرماهم، واللاعب السريع جعل من مركز الجناح مدرج طيران يقلع عندما يتلقى الإذن من برج المراقبة المتمثلة في استلام الكرة، فقط همه السرعة فخرج لنا فهد المولد..
في تويتر، توقعت بأن صناعه سيستبدلون صورة “العصفور” بـ”الفهد”، لكثرة تداول الأخبار حول المولد ومطالبته لناديه الاتحاد الذي يفترض أن يمنح من طلب منه أن يكون لاعب كرة قدم نصفها كونه قدم له خدمة العمر، ومن ثم يشكره سبحانه على نعمة نادي الاتحاد الذي قدمه لعالم المجد الذي استفاد منه هو وحده ولم تنعكس على ناديه أو المنتخب.
عندما يتابع غير السعوديين قضية المولد بعد أن وصلت إلى الترند العالمي، فبديهيًّا أنهم سيفتشون عنه بعد أن تخطت زوبعته الفنجان، ولكن سيكون نتاجهم بأنه لاعب يمتاز بالسرعة فقط، لكنها لم تنفعه في تجربته الاحترافية في إسبانيا، أو في مشاركته مع الأخضر في مونديال روسيا، ومع ناديه في أغلب المباريات المهمة..
المولد من نوعية اللاعبين الذين يقال لهم بالعامية “ما يعرفون يلعبون”، ولكن تشبث بالفرصة التي حصل عليها كما فعل الراحل أحمد زكي في فيلم معالي الوزير..
عشاق الرياضة باتوا أكثر وعيًا بعد متابعة البطولات الأوروبية وعرفوا الفارق بين المولد وهازارد.. ادعموا من يعرف كيف يركل الكرة ويطربكم وليس من يركل عقولكم..