أغرب
مباراة
قبل عامين شارك منتخبنا الوطني للمرة الخامسة في كأس العالم، وكانت البداية مخيبة للآمال في افتتاح البطولة أمام المستضيف، تلتها مباراة مقنعة خسرناها بشرف أمام أوروجواي، لتأتي المباراة المفصلية في تاريخ منتخبنا بالمونديال أمام الشقيق “مصر”، الخسارة أو التعادل تعني ثاني أسوأ مشاركة في التاريخ فلا سبيل إلا الفوز، وكان الفوز غريبًا في “أغرب مباراة”.
لقد سيطر منتخبنا على المباراة كما لم يسيطر من قبل، وأثبتت الأرقام علو كعبنا بشكل واضح لدرجة أذهلت المحللين، وكان هدف الثواني الأخيرة مستحقًا في مباراة كان المفروض أن نحسمها بنتيجة أكبر، لكنها كرة القدم الغريبة العجيبة التي تلعب على التفاصيل الصغيرة، وتعلمنا دروسًا يفترض ألا ننساها ولكننا للأسف لا نتعلم مثلما نسينا “أغرب مباراة”.
أتحدث عن هذه المباراة بعد عامين، لأنني هذه الأيام أستمتع بعودة كرة القدم الأوروبية وأشاهد نجوم الكرة المصرية يصولون ويجولون في ملاعبها، هم ذات النجوم الذين لعبوا تلك المباراة وسيطر عليهم نجومنا الذين يلعبون في الدوري المحلي ولا يحلمون حتى لمجرد الحلم باللعب في أوروبا، والأسباب واضحة وسبق الحديث عنها ونختصرها بافتقار نجومنا للطموح والصبر والفكر الاحترافي وأنانية الأندية والجماهير والإعلام بتفضيل الاحتفاظ بالنجم لخدمة الفريق بدلاً من احترافه الخارجي لخدمة نفسه والمنتخب، كل ذلك أكدته “أغرب مباراة”.
العلاقات السعودية/ المصرية في أفضل عهودها، لذلك أقترح عقد ورشة عمل سعودية/مصرية تناقش قضية الاحتراف الخارجي للنجوم التي أوصلت محمد صلاح وتريزيجيه والمحمدي والنني وغيرهم لأفضل دوري في العالم، ويمكن الاستفادة من المحب القريب “ميدو”، فنجومنا قادرون على اللعب في أفضل دوريات أوروبا بشهادة “أغرب مباراة”.
تغريدة tweet:
تكرار كتابة الموضوع اليوم ليس من باب “في الإعادة إفادة” فحسب، بل هو نداء للبدء بخطوات عملية تضع حدًا لهذا الانتظار الممل الذي يجعلنا نشاهد نجوم كل بقاع العالم تلعب وتتعلم في أفضل ملاعب العالم لتخدم منتخباتها، بينما نحن بانتظار مبادرات شخصية من نجم يقدم تضحيات عشوائية قد لا تؤتي ثمارها، برأيي أنه مشروع وطن ينبغي أن تتبناه المؤسسة الرياضية، فقد سبقتنا دول آسيوية أقل منا ناهيك عن دول إفريقيا التي تحتار كل عام في اختيار أفضل لاعب في القارة بين نجومها المبدعين في أوروبا، وعلى منصات الاحتراف نلتقي.