هل يخلع الأمير جلباب المشرف
اختلط الحابل بالنابل، لم يعد يعرف من يصيغ القرارات ومن يصدرها.
اللاعبون مشتتون مستاؤون لا يعرفون مع من يتحدثون.
المشرف وضع أمام إدارة النادي خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه حجّم دورها وصلاحياتها.
وهو أيضًا ابتعد لأسباب لا يعرفها إلا هو، ولذلك ليس من حق أحد تخمينها.
القضية الأخطر في الموضوع أن الأهلي الكبير لا يوجد به حاليًا من يقود الدفة ويصحح الأوضاع ويحل المشاكل الطارئة.
اللاعبون يشعرون بأنه لا يوجد من يستمع لهم ويناقشهم، ويملك القدرة على أن يطمئنهم أو يجيب عن تساؤلاتهم.
أكبر قضية تواجه أي نادٍ هي أن يعيش في فراغ ولا يوجد من يسده.
وهذا هو الحاصل حاليًا.
الأهلي الكبير الذي كان مطمعًا لأي لاعب لثقتهم في إدارته ولمعرفتهم أن خلفه من يساعدهم ويحل مشاكلهم، ويحتوي انكساراتهم ويسعد بانتصاراتهم، أصبح مفرغًا إلا من إدارة وضعت أمامها الحواجز ولا تملك قدرة الحل والربط في أبسط قرارات الفريق .
هذا هو الأهلي الذي أخشى أن يتحول إلى جدار قصير يتسابق الكل لتسلقه.
قضية لاعب واحد أوشك عقده على النهاية تداخل فيها سماسرة وملاقيف وتجار مرحلة، وفي الأخير لم يحلها أحد، لأن دور الرجل الكبير القادر على احتواء مثل هذه الأمور في جلسة خمس دقائق، لم يعد موجودًا في الأهلي.
المشكلة الأكبر في الأهلي لن تكون رحيل لاعب لأن غيره سيلحقه، ولكن المشكلة الأكبر أن النادي بلا كبير يفتح قلبه قبل بيته ويحتوي الناشئ قبل النجم، هذه الشخصية هي التي يفتقدها الأهلي حاليًا، ولهذا ستستمر فوضى المفاوضات وسيبقى باب النادي مفتوحًا لمزيد من الراحلين، وسيصبح القرار في الأهلي معلقًا لأنه لا يعرف من هو صاحبه أو القادر على أن يتخذه، وسيبقى الوضع كذلك حتى يخلع الأمير منصور بن مشعل جلباب المشرف ويرتدي بشت كبير الأهلاويين. عندها سيعود للأهلي وقاره وسيكون لهم درعًا تحميه وحضنًا لكل منسوبيه، فالمسألة ليست كرة قدم ولاعبين فقط، إنما هيبة ووقار ومكانة للنادي ومرجعية لمحبيه، هذا هو الأهلي وهذا هو الدور الذي نتأمله من الأمير منصور،
لأن مرحلة الشتات التي يعيشها الأهلي حاليًا لا تناسبه ولا تليق به.
وتجزئة النادي بين إدارتين أيضًا لا تليق به. الأهلي كيان متكامل يحتاج للأمير منصور. والأمير منصور يحتاج أن يكون حوله أبناء النادي المخلصون “الفاهمون”.. من أجل الأهلي أغلقوا صفحة الشتات وأعيدوا الأهلي الذي نعرفه.