2020-07-30 | 23:47 مقالات

حج استثنائي في بلد استثنائي

مشاركة الخبر      

منذ وصول فيروس “كوفيد 19” إلى المملكة العربية السعودية في أوائل مارس الماضي، وحكومة خادم الحرمين الشريفين واجهته بالحزم والتحضيرات الجيدة والضربات الاستباقية، فتوجيه القيادة الرشيدة بأن صحة كل من يعيش على أرض الوطن الغالي أولاً جاءت بثمارها، فأبهرت بلادنا العالم بالتدابير الوقائية وتجنيب المواطنين والمقيمين الإصابة بالعدوى على قدر المستطاع وملاحقة الفيروس في الميادين بدلاً من انتظاره..
السعودية دائمًا ما تكون محط أنظار العالم في أي مناسبة تقام على أراضيها أو في مواقفها الحازمة والحكيمة الخليجية والعربية والإسلامية والقارية والعالمية، فأضحت بلدًا استثنائيًّا، ومختلفًا بثقلها الديني والسياسي والاقتصادي وفي كافة المجالات وإنجازاتها التي سمّعت القاصي والداني..
بالأمس، المشهد يأتي من المشاعر المقدسة حيث الحج الاستثنائي الذي يقام هذا العام وسط ظروف مختلفة بسبب الجائحة العالمية، وعلى الرغم من التخوف من قبل بعضهم، إلا أن الصور من عرفة ومسجد نمرة ومزدلفة وجبل الرحمة تكشف مدى الانضباط الكبير في الإجراءات الاحترازية لتجنيب الحجاج خطر الإصابة بالعدوى، وتأدية حجهم بكل راحة وسكينة، فلقد أمنوا لما لمسوا من جهود محيطة بهم جعلتهم لا يفكرون في الوباء بل في التركيز على الدعاء..
حكومة خادم الحرمين الشريفين سخّرت الإمكانات لخدمة الحجيج رافعة شعار حج آمن وصحي، فبعثت المشاهد من المشاعر المقدسة الطمأنينة لمن هم خارج مكة المكرمة قبل الماكثين في مشاعرها..
وسائل إعلام عالية مختلفة تسلط الضوء على الحج الاستثنائي وتشيد بما قدمته الدولة من رعاية واهتمام بالحجاج كما هو الحال في كل عام.. ومن يحظى بالعمل في الحج ويشاهد الجهود المبذولة على أرض الواقع يدرك حجم الاهتمام الكبير الذي توليه بلادنا الغالية لخدمة الحجيج ورعايتهم منذ وصولهم إلى المملكة لحين مغادرتهم، فلا أنسى إحدى تجاربي الصحافية للتغطية في المشاعر المقدسة، فالجميع هناك يعمل لهدف واحد وهو خدمة الحجيج لتأدية مناسك الركن الخامس على أكمل وجه..
علينا أن نفخر ونفاخر بوطننا الغالي وما يقدمه من أعمال جليّة لخدمة ضيوف الرحمن في كل الظروف بما فيها جائحة كورونا، فإقامة هذه الشعيرة بشكل صحي وآمن وفق ضوابط محددة تبعد المسلمين من الوباء وتحفظ الأنفس، تشكر عليها القيادة الرشيدة وحكومة خادم الحرمين الشريفين..
نتمنى أن يتقبل الله سبحانه وتعالى صالح الأعمال من الحجاج، ويكتب الأجر كاملاً لمن نوى الحج ولكنه لم يتمكن بسبب هذه الجائحة..