أولوية الديربي الصامت
والشهر الحارق
دائمًا تحظى أولويات “الديربي” الأشهر “الهلال والنصر”، باهتمام كبير لدى عشاق التاريخ، فيفاخرون بها وتكون محور النقاشات الساخنة.. فكلمة “أول” تعني الكثير لدى الجماهير الصفراء والزرقاء، فمن يكسب نتيجة المباراة مع الأولوية يكون قد ضرب عصفورين بـ”كرة”..
مباريات الأولويات يكون لها امتدا وتأثير على الزمان أو المكان فيما بعد، وكل رئيس نادٍ وقتها يتمنى أن يمسك بالـ”السبورة” أو “الصنبورة” كما أطلق عليها الطالب المشاغب الراحل سعيد صالح، ويبدأ في شرح الخطة مرة واثنتين بعد انتهاء المدرب الذي يبحث عن الفوز، ولكن عينه على الأولوية..
تلك المباريات التي خاضها الخصمان التاريخيان حملت أحداثًا جميلة ويستمتع الجمهور بترديدها في المجالس ووسائل التواصل الاجتماعي، فيتذكر النصراويون بأنهم أول من فاز بنتيجة الديربي في أول مباراة تقام على العشب الطبيعي في ملعب الأمير فيصل بن فهد في عام 1986، واستمر العشب إلى يومنا هذا وكفانا شرّ خشونة الركبة وإصابات اللاعبين، وما زلنا ننعم بهذا الاكتشاف الجميل، فيما يردد محبو الهلال بأنهم فازوا في أول مباراة بعيدة عن العاصمة في نهائي كأس الملك عام 1989، وبعدها أقيمت مباريات عدة بين الخصمين في عروس البحر الأحمر كانت من أجمل المباريات..
وخلال بحثي عن أبرز الأوليات التاريخية بين الغريمين، فلقد لعبا أول مباراة لهما على استاد الملك فهد الدولي عام 1988 وخرجا متعادلين، وبعدها ازدهر الملعب التحفة وأصبح علامة فارقة بين الملاعب ودرتها.
وقبلها بعشرة أعوام لعبا أول مباراة على ملعب الأمير فيصل بن فهد “الملز”، وانتهت بالتعادل، ومن منا ينسى هذا الملعب والمباريات التاريخية التي أقيمت عليه ولا يزال مبتهجًا ومتجددًا..
وفي عام 1977م، كانت المباراة الأولى بين الأزرق والأصفر في انطلاقة الدوري الممتاز رسميًّا، وخرجا متعادلين، ولكن حدث انطلاق الدوري لا يزال يسمّع حتى الآن وأمسى أقوى الدوريات عربيًّا..
وبالعودة إلى مباريات قصات “الكدش”، فلعب الفريقان أول مباراة على ملعب الصايغ عام 1964، وانتهت بالتعادل.. وقبل عامين، يحضر التعادل من جديد في أول ديربي يجمع الفريقين بحضور العائلات، الذين زينوا المدرجات ومنحوها نفَسًا مختلفًا..
ذكريات مباريات الأوليات ممتعة، فكاتبو التاريخ يستمتعون بتسجيلها، والفائزون يرددونها متلذذين بطعم قهوة الانتصار “سكر زيادة”، والخاسرون يتجرعون المرار أضعافًا..
في مباراة الأربعاء، الفريقان أمام أوليين جديدتين، إقامة المباراة من دون جمهور، واللعب في شهر أغسطس في الدوري، بسبب جائحة كورونا، المغرمون بالأوليّة سيتجاهلونها، فلن يبحثوا عن أوليّة تذكرهم بالفيروس الذي مزق العالم، أو اللعب في الشهر الأكثر لهيبًا..