التشهير بالمشاهير
عندما يطرح المنتمي إلى مهنة الإعلام معضلة ما في وسيلته، فإنه يسدد الكرة في مرمى الجهات ذات العلاقة للبحث والتقصي حول الموضوع، ومن ثم البدء في طرح الحلول وسد الثغرات.. تلك أسس ومبادئ المهنة التي قامت عليها ومنها يتحقق الهدف الأسمى، فيشعر المنتمي لها بأن جهده لم يذهب أدراج الرياح..
بعد تجاوز إحدى المهرجات في “السوشال ميديا” على مهنة الإعلام، والحصول على اللقب من أسهل الطرق، ثارت حفيظة الكثير من الصحافيين والصحافيات في مختلف المجالات، وهنا كتبت أيضًا بأنه لا بد من تدخل الجهات المختصة لوقف تلك المهزلة..
سعدنا كثيرًا بتفاعل هيئة الصحفيين السعوديين مع هذه القضية، وبرهنت للجميع بأن جدار الإعلام ليس قصيرًا ليتجاوزه هؤلاء المهرجون.. وذكرت في بيانها أنها
“اتخذت عدداً من الإجراءات الهادفة لضبط الممارسة الإعلامية وحماية المهنة من الذين ينتحلون صفة “إعلامي” وهم بعيدون كل البعد عن العمل في هذا المجال، وقامت بمخاطبة جهات الاختصاص, وبحثت آليات محاسبة من يسيء إلى مهنة الإعلام ويخالف النظم والضوابط التي تنظم الممارسة الإعلامية”.
وبينت الهيئة في بيانها أنها “اتخذت هذه الإجراءات عقب متابعتها لبعض الممارسات الخاطئة التي يقوم بها بعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، وانتحالهم صفة “إعلامي”، إذ يلجؤون إلى أعمال هدفها كسب أكبر رصيد من المتابعين البسطاء لاستقطاب المعلنين، معبرة عن ثقتها في تطبيق اللوائح المنظمة للنشاط الإعلامي”.
ذلك التصدي الفوري يحسب لهيئة الصحفيين السعوديين التي دائمًا ما تكون محط انتقاد كبير من قبل المنتمين للمهنة، بسبب عدم تقديم المنتظر منها وما يرضي طموحات الصحافيين والصحافيات، ويشعرهم بأن لهم مزايا مختلفة في المجتمع..
الخطوة التي أقدمت عليها الهيئة في مواجهة مهرجي وسائل التواصل وملاحقتهم قانونيًّا، إن نجحت فيها فأعتقد أنها ستمحو كثيرًا من النظرة السوداوية حول عمل الهيئة في السابق..
أهل الإعلام لا يحتاجون إلى مبالغ مالية ومكافآت من الهيئة، فليست الجهة المخولة بذلك، بل وسائلهم المنتمون إليها هذا دورها، ولكن المطلوب حفظ حقوقهم الأدبية، وجعل لقب “إعلاميّ” له وزنه وثقله وليس كل من “هب ودب” يحصل عليه لمجرد أنه أمسك بجواله وصور، وبالفعل تجاوبت مع ذلك ولكن لا بد أن تكون الوقفة حازمة ويتم التشهير بمن تمت معاقبته من أهل التهريج في وسائل التواصل بحسب الأنظمة واللوائح.