الممر
الشرفي
في كرة القدم تقاليد رائعة تعزز ثقافة أخلاق الرياضة التي يفاخر بها المنتمون للعبة الجميلة، فقد أسعدتنا تهنئة بعض الأندية السعودية لشقيقها “الهلال” بمناسبة حصوله على بطولة دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، وربما تهنئ بقية الأندية بعد التتويج بنهاية الجولة الأخيرة، ولعلكم تتفقون معي أن التهنئة تخفف حدة التعصب مثلما يفعل “الممر الشرفي”.
وهو تقليد جميل تقوم به الأندية كنوع من التقدير للفريق البطل الذي تمكن من حسم اللقب قبل نهاية الدوري، فيصطف كل فريق يلعب أمام “البطل” قبل بدء المباراة ليدخل أرض الملعب بين صفيّن من اللاعبين يصفقون له كنوع من التتويج المبكر، ولذلك أتوقع من “الوحدة” أولاً ثم “الشباب” ثانياً القيام بتهنئة شقيقهما الهلال بالبطولة المستحقة من خلال “الممر الشرفي”.
في الوحدة والشباب إدارتان مميزتان حريصتان على ترسيخ أخلاق الرياضة السامية، لذلك أتمنى رؤية تلك اللوحة الجميلة الأولى مساء الجمعة في استاد الملك عبد العزيز “الشرائع” بمكة المكرمة، والتي ستسجل لنادي “الوحدة” مبادرته الرائعة تجاه شقيقه “الهلال” الذي حسم اللقب قبل نهاية الدوري بجولتين، ما سيعطي بعداً جميلاً للتنافس بإقامة “الممر الشرفي”.
أما “الشباب” فهو الأصل الذي أسسه المغفور له بإذن الله “عبد الرحمن بن سعيد” عام 1947 قبل أن يقوم بتأسيس “الهلال” بعد عشر سنوات عام 1957، ما يعني أن الروابط بين “شيخ الأندية” وشقيقه “الزعيم” ضاربة في جذور التاريخ الذي يشهد بأن المغفور له بإذن الله “عبد الله بن سعد” أحد أهم الرؤساء في تاريخ “الزعيم” وشقيقه “خالد بن سعد” أحد أهم الرؤساء في تاريخ “الليث”، يمثلان أحد القواسم المشتركة بين الناديين العظيمين، من هذا المنطلق أثق تماماً بأن المباراة الأخيرة للبطل في الدوري ستبدأ بمبادرة “الممر الشرفي”.
تغريدة tweet:
الأندية الأوروبية تحرص على إقامة “الممر الشرفي” للأبطال إذا حسموا البطولة قبل موعدها وكأنها مكافأة لهذا الإنجاز الدال على التفوق، كما أن الفكرة تخفف من حدة التعصب بين الجماهير وتهدئ الإثارة السلبية التي يثيرها بعض الإعلاميين، مع التأكيد على أهمية الإثارة الإيجابية المبنية على الرقم الصحيح والمعلومة الصادقة التي تثري الوسط الرياضي وتعزز ثقافة المتابعين، وأملي كبير بأن يتحول “الممر الشرفي” إلى تقليد دائم بالرياضة السعودية، وعلى منصات أخلاق الرياضة نلتقي..